الرأي و الأنتماء - كان لي صديقا فيلسوف

أعتقد إن معظم من هم في مثل سني , ومن هم ترعرعوا وصوت الأثير في آذانهم , يتذكرون هذا العنوان الجميل, للبرنامج الرائع الذي يحمل نفس العنوان
كان هذا البرنامج من أحب البرامج الإذاعية إلي قلبي لعدد كبير من الأسباب ولكن أهمها علي الإطلاق يتلخص في الآتي:
أولا: أنا لم يكن لي يوما صديقا فيلسوفا, وكان هذا البرنامج بمثابة هذا الصديق المفقود
ثانيا: كانت الأقوال المأثورة للحكماء والتي يعرضها البرنامج بمثابة وجبة سهلة الهضم وهي غاية في الأهمية لعقلي في مرحلة نموه وتشكيله
ثالثا: كنت علي يقين تام أن طريق الفلسفة هي الطريق الوحيد للحكمة, وأن الحكمة هي المكسب الذي قد يحصل عليه الأنسان من حياته وقد تكون هي المنجية من مواقف وصعاب الحياة
لم أكتب لكم اليوم أخواني و أخواتي لأحدثكم عن ذكريات الطفولة والشباب , ولكني أندهش اليوم من حالة أفتقاد الحكمة بين أفراد المجتمع
كيف لمن لا يملك المنطق لإثبات رأيه أن يهاجم ويتهكم علي من يملك الرأي والبرهان ويقول بإسنخفاف " إنت هتتفلسف علينا" وكأن الفلسفة نوع من أنواع الحمق والبله , أعتقد وبمنتهي الصراحة أن هذا المقدار من العجز الفكري لن يصل إليه سوي مجتمعنا , وإن أي فرد صاحب رأي سليم في مجتمع سوي سوف يتم له الإعتراف بذلك دون تهكم أو سخرية
أرجو أن نلاحظ أن هذه مجرد صورة بسيطة من صور إنعدام الحكمة في حياتنا اليومية , وقد تجد أن هناك من يتحدث عن أمر من الأمور علي أنه من المسلمات وهو قد يكون مخالفا للمنطق أو مخالفا لقواعد المجتمع وعاداته وقد يكون مخالفا للدين أحيانا
إن الخطر ليس من وجود مثل هذه الصور في حياتنا فهي موجودة بإستمرار , فليس البشر كلهم فلاسفة
ولكن الخطر من إنعدام الحكمة بين أفراد المجتمع وهو ما يقودنا لتلك الحالة المزرية من ضعف الفكر وعدم القدرة علي التمييز بين الحق والباطل
أعتقد إن قمت بمراجعة نفسك قد تجد بعض التصرفات البديهية جدا والتي تعتبر من مسلمات هذا الجيل هي بعيدة كل البعد عن المنطق والصواب
والكل بالطبع يتمني أن يتسموا بالحكمة من أجل مكانتهم - علي الأقل- عند أبنائهم
ولكني أحزركم جميعا
فإن هذه الخطوة تتطلب أن تختار صديقا يعينك علي هذا
والمهم أن يكون هذا الصديق
فيلسوف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.