أنا وطني

  الفيزيائي الديناميكا الحرارية هو باب من أبواب الفيزياء يتوقع بدقة حركة الجزيئات داخل نظام مغلق نتيجة لتعرض هذا النظام لتغيرات في درجة الحرارة، لم يكن الجزء المتعلق بفيزياء الموائع سهلا في شكله النظري، إذ كان يعتمد في أغلبه على حفظ للقوانين دون دراية واضحة بالتطبيقات الواقعية لهذه القوانين، فلقد كنت في حاجة ملحة لدراسة تطبيقات كثيرة لفهم الهدف العام من تلك القواعد الفيزيائية، لهذا اتجهت للبحث عن تلك التطبيقات العلمية في الواقع، ومن هذه الرحلة تعرفت على الديناميكا الحرارية.   الموائع هي المادة في حالة تماسك ضعيف بين جزيئاتها كالسوائل والغازات او الصهارة، والتغيرات الناجمة عن تعرض تلك الموائع لتغيرات الحرارة هي تغيرات في الضغط او الحجم او سرعة حركة الجزيئات داخل النظام. أحد التطبيقات الملفتة للنظر في هذا الإطار كانت التنبؤ والتحكم في الطقس، وهي مجموعة من التجارب التي استهدفت إحداث تغيرات فيزيائية محددة في طبقات الجو لتعديل خصائص الطقس في مكان معين وفترة زمنية محددة. تشتيت السحب او بذر السحب او استمطارها كلها كانت تطبيقات محتملة لهذه النوعية من القوانين الفيزيائية الأساسية، وعلى

  – الاحيائي  عندما يكون في حياتك من يفهمك .... من يحميك ويوجهك ويدعمك.... من يثق بقدراتك ويعمل على تنميتها، من يرى رؤيتك ويؤمن برسالتك... تلك هي معلمة مادة الاحياء بالمرحلة الثانوية، السيدة الفاضلة "داليا".... لم تدرك فقط قدراتي البحثية وشغفي للمعرفة وطموحي بالتغيير .... لكنها أيضا كانت تتشارك معي رؤياي حول مستقبل العالم في ظل الازمات البيئية المتوقعة.... كانت تؤمن بدور الكائنات الحية في إعادة الاستقرار للنظام البيئي، وهو ما شجعتني على اثباته من خلال مجموعة من البحوث التي كنت اعرض عليها منجزاتي فيها بشكل دوري. لقد اخذتني لرحلة جميلة في عالم النبات والحيوان وحتى الفيروسات، لقد كانت أروع رحلاتي البحثية على الاطلاق... بدأت رحلتي ببحث وجهتني إليه السيدة " داليا" بشكل مباشر، وهو متعلق بالحشرات المضيئة.... في البداية قمت بتحديد أنواعها ودورة حياتها وأماكن تواجدها ودورها في السلسلة الغذائية داخل النظام الحيوي التي تنتمي إليه، وصولا لمصدر الضوء الذي تنتجه تلك الحشرات، وهو تفاعل كيميائي داخل أجسامها ويعمل كجهاز اتصال بين الحشرات. وهنا بدأت الاحظ انه يم

  الجيولوجي سمحت لي رحلاتي اليومية من المنزل إلى مدرستي الثانوية من رؤية البحر بشكل مختلف كليا عن كونه ذلك المكان الساحر الذي ألقي إليه بأفكاري واستمتع بأوقات فراغي معه. لقد انتهت مرحلة الرومانسية الاسكندرانية مع التآكل المستمر لشواطئ عروس المتوسط، وتناقص مساحات التريض والتنفس التي كانت تحتضنها شواطئه. إن التفسير السائد في تلك الفترة لتآكل تلك الشواطئ - والذي يعتبر سائدا إلى يومنا هذا - هو زيادة منسوب البحار نتيجة للاحتباس الحراري والذي يؤدي بدوره لذوبان الجليد في الأقطاب الأرضية رافعا منسوب البحار بشكل يهدد كل من كمية المياه العذبة في العالم، والمدن المشاطئة للبحار والمحيطات، ومؤثرا على كمياء المحيط في بعض النظريات. ولكني في تلك الفترة كنت أري مسببا آخر يتم تغافله اعتقد انه أكثر خطورة وأكبر تأثيرا على مستقبلنا كسكان للمدن الشاطئية. ألا وهو تحرك الطبقات الأرضية التكوينية..... يعني تحرك الطبقات التكوينية كمسبب لظاهرة تآكل الشواطئ ان علينا إدراك ان المشكلة ليست في منسوب البحار، ولكن علينا القلق حيال الأرض التي تتحرك نحو الامام. فالطبقة التكوينية الافريقية تنزلق شمالا أسفل ا

  الفلكي - جزء من النجوم لا يخفى اليوم عن أي إنسان على ظهر هذا الكوكب تأثير القمر على الحياة، بدأ من تأثيره المباشر على البحار وصولا لتكاثر عدد كبير من الحيوانات والحشرات، وارتباطه بنمو عدد من النباتات وتأثيره علي أوقات الصيد وما إلى غير ذلك من تأثيرات. ولكني اود ان اعمل معكم اليوم على تحليل ظاهرة المد والجزر من منظور أوسع، تكون فيه ظاهرة المد والجزر بمثابة مقدمة استدلالية منطقية، ومن خلال منهج استنباطي يصل بنا من الفكرة العامة عن تأثير الأجرام الكونية على الكوكب، إلى استنتاجات خاصة بالتأثيرات المحتملة لهذه الاجرام على ظاهرة التغيرات المناخية التي نحن بصدد مناقشتها اليوم. -           نبدأ من ملاحظة التأثير المضاعف لاصطفاف القمر والشمس على خط واحد على منسوب البحر....   تجعلني تلك الملاحظة أن اطرح تساؤل عن طبيعة وشكل وحجم تأثير اصطفاف بقية الاجرام علي خط واحد.   لماذا لا نجد معلومات حول ظواهر كونية مشابهة لظاهرة المد والجزر نتيجة اصطفاف الشمس مع كوكبي الزهرة والمريخ مثلا؟ ما احتمال وجود تفسيرات لظواهر غير معلوم ارتباطها بالأجرام السماوية المشتركة معنا في ذات النظام الشمسي؟

  الكيميائي تعتبر الخواص الميكانيكية للتربة الصحراوية من اشد تحديات الزراعة في الصحراء, فعدم قدرة جزيئاتها علي الاحتفاظ بالماء يعني استهلاك اكبر للمياه, وعدم تماسك تلك الجزيئات يعني عدم قدرة تلك التربة علي احتضان مجموعات معينة من الجزور, وأيضا عدم احتفاظ تلك التربة بالمغذيات الكافية لها. دائما ما اجد ان استخدامات التربة الصحراوية مقصور على استخدامها لزراعة نباتات معينة قادرة علي تحمل الظروف القاسية فيها, وهو ما يحد من قدرة المشروعات التنموية علي تلبية الجانب الاقتصادي بشكل متوازن مع الجانب البيئي والاجتماعي, ففي الوقت الذي تلبي فيه الزراعة في البيئة الصحراوية جوانب اقتصادي نجدها لا تؤدي لتأثيرات إجتماعية كبيرة تساعد علي التوطن وبناء المجتمعات في تلك البيئة, او الجوانب البيئية مثل إعادة إعمار النظم الحيوية كمثال. بحث بعض الباحثين عن حلول لترشيد استهلاك المياه من خلال تطوير وسائل الري, كما وجه بعض الباحثون جهودهم لتطوير مغذيات تمكن من تعويض النباتات فقر التربة الصحراوية للمغذيات طبيعيا. في جميع الأحوال افضل ما تم العمل به لتحسين التربة ذاتها هو خلطها وتكوين مزيج من التربة الصفراء

  الاعلام كانت أيام جميلة بحق.... تلك الأيام التي جمعتنا فيها الأغاني الجميلة والامنيات العظيمة... تمكن الاعلام فيها من مخاطبة العقول ومغازلة المشاعر وتحفيز الطاقات.... لن أنسي ما حييت تلك اللمسة الرقيقة لنسمات الهواء العليل وانا متوجه نحو مدرستي صباحا وصوت الفنان الكبير محمد ثروت يشدو في الاثير "عايزينها تبقي خضرا" الصوت الطفولي للكورال كنت اسمعه في فسحة اليوم الدراسي وانا واصدقائي ننشد تلك الاغنية الجميلة كأننا ضمن كورال تلك الاغنية، وما زال ذلك الصوت العذب يذكرني بصوت أصدقائي وملامحهم الباسمة العذبة.... كنت أهرع تاركا كتبي لأشاهد ذلك المقطع المصور للأغنية وشباب مصر يشمرون عن سواعدهم ليزرعوا الصحراء بالشجر، ويشقوا في نفوسنا الامل، ويغرزوا في ثغورنا البسمة. كنت على دراية كاملة -او هكذا كنت اعتقد – بالأبعاد المتعددة لذلك المشروع العملاق لتشجير الصحراء والتي غرس أولى فسيلاتها سيادة الرئيس "محمد حسني مبارك" بنفسه. فالأمن الغذائي وان كان واضحا لملايين المصريين على انه أحد اهم الابعاد الاستراتيجية لذلك المشروع. ولكني كنت أرى تشعبا ضخما وتأثيرات لا محدو

  التعليم..... وما أدراك ما التعليم وقفت معلمة الدراسات الاجتماعية داخل الصف الدراسي لتشرح الفارق بين الطقس والمناخ كمدخل لتعريف طلاب المرحلة بالاقاليم المناخية.... عرفت المعلمة الطقس علي انه الحالة العامة للجو من درجات حرارة واتجاه للريح وسطوع الشمس ... إلخ علي مدار اليوم, وهو بالطبع متغير من من ساعة لأخري خلال اليوم. وعرفت المناخ علي انه الدورة الكلية للطقس في مكان معين خلال عام, مثل مواعيد هطول الامطار ومعدلاتها واتجاهات الرياح ومتوسط درجات الحرارة خلال الاشهر المختلفة للعام, وهي لا تتغير. هنا انتبهت حواسي ووقفت أبدي إعتراضي من خلال تساؤلي.... كيف ان المناخ لا يتغير؟ اجابت المعلمة ببساطة ان المناخ العام لمصر كمثال لم يتغير نمطه منذ الفراعنة, فمواعيد النوات ومعدلات الامطار ومتوسط درجات الحرارة, وحتي معدلات الفيضان ومواقع السيول لم تتغير, وهذا دليل علي ثبات المناخ وانه لا يتغير .... أجبتها بتعجب... إن تغيرات مناخية شديدة حولت الشمال الافريقي لأكبر صحاري العالم, مما دفع الإنسان والحيوان للهجرة إلي مصر والإستطيطان بجانب نهر النيل, وهذه الرحلة الملحمية المؤسسة لأول دولة

  اليوم الاول – العام الاول 1990 كانت قضية "ثقب الاوزون" في اوائل تسعينات القرن الماضي قضية محورية واولى العلامات الدالة على أثر النشاط البشري ونموذج الصناعة الكثيفة المتبع في تلك الفترة. قرأت عنها أول ما قرأت من الكاتب والروائي الكبير "نبيل فاروق" في هامش أحد رواياته, وتبعها موضوع مصغر في احد كتب "فلاش" للأطفال, وأحد اعداد مجلة "العربي" المحببة لدى إلي يومنا هذا... كان صيف 1990 حافلا بالمعلومات حول الاثار المترتبة عن الاستهلاك البشري الضخم للموارد والضغط علي نظمنا الحيوية والاثار التي قد تترتب عن ذلك مستقبلا حتي ان الدكتور نبيل فاروق كان قد وضع 2050 مقياسا لتغييرات لا يمكن الرجوع عنها..... بالطبع دقة المعلومات التي قدمها الدكتور نبيل فاروق تؤكدها اليوم النتائج التي نراها ملموسة والاثار التي كانت اظهر تدريجيا على مدار السنوات الثلاثون المنصرمة. ولكني علي خلاف كل من المشككين في الاثار المترتبة على الاستهلاك المفرط للموارد علي النظام البيئي, تبنيت من صيف 1990 هدفا لحياتي وهو ان اجعل من الارض مكانا أفضل لنا جميعا.... في ذلك السن لم يكن

  لا يمكن ان يتخيل احد معني ان تقضي عمرك كله في سبيل قضية وهدف لمدة تتجاوز الثلاثون عام ويتبقي فقط ثلاثون يوما تفصلك عن هذا الحلم وانت بعيد كل البعد عن المشاركة فيه لا سيما تحقيقه.... الثلاثون يوما القادمة قبيل مؤثتمر المناخ فاصلة في مسار حياتي بشكل عام جميع من يعرفوني يعرفون ان قضية التغيرات المناخية كانت الشغل الشاغل لي علي مدار 30 عاما كاملة وانا طفل صاحب 10 سنوات وانا لا يشغل بالي ولا يأتي على قمة أولوياتي أعلي من القضايا البيئية الناجمة عن النشاط البشري بشكل عام.... وقضية التغيرات المناخية بشكل خاص..... واليوم تستضيف مصر قمة عالمية للمناخ وأنا غير مشارك فيها..... الثلاثون يوما القادمة ستكون ملحمية بالنسبة لي.... هدفي بكل وضوح المشاركة في وضع مصر والوطن العربي علي مستوى الريادة العالمية في مجال ادارة ازمة المناخ العالمية حتى لحظة كتابة تلك الكلمات انا ابعد ما أكون عن المشاركة في مثل هذا حدث.... ولكن وبحق الثلاثون سنة التي صارعت فيها مقاومة التغيير في كل انسان تعاملت معه وبحق ثلاثون عاما من الاستخفاف بقضايا محورية لحياتنا جميعا ستكون ثلاثون يوما ملحمية #ا