المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٣

المطبخ السياسي - صناعة الديكتاتور / الجزء الثاني

عندما نتأمل فترات الاستقرار ما قبل الثورات, نجد انه استقرار مبني علي إما سيطرة سلطة قمعية علي كافة السلطات , أو اتفاق بين كل السلطات علي ظلم الشعب مقابل مصلحة فصيل منفرد بالحكم , ولهذا نسمي تلك الحقبة بحقبة " الاستقرار القمعي ". وبالتالي فالسلطات ما بعد الثورة إما أن تكون سلطات ضعيفة وغير قادرة علي النهوض بالبلاد, أو إنها محابية للنظام السابق وتنتمي إليه, ولهذا تلجأ الشعوب الثائرة للإطاحة بكافة أرجاء الدولة الفاسدة, والإطاحة بكافة أشكال السلطة بها, وإحلالها بآخري جديدة . في الحقيقة إن التغيير الشامل لأركان السلطة وعملية الإحلال والاستبدال تستنهك قدرا كبيرا من الطاقة المادية والأمنية للوطن, مدخلة البلاد في فترة عصيبة من عدم الاستقرار والنزاع علي السلطة . ولهذا قد يعتقد بعض العامة إن الظلم أفضل لأنه يوفر الاستقرار, وفي الوقت ذاته عندما تسعي السلطة الشعبية الوافدة إلي سدة الحكم إلي إعمال الإرادة الشعبية في تطهير مؤسسات الدولة وأشكال السلطة فيها, يكون هذا بالنسبة للبعض مؤشرا قويا علي رغبة السلطة الجديدة في إعادة ترسيخ الظلم وفرض سيطرتها علي مقدرات الدولة ومفاصلها الحيو

طور التحول - الشرطة والسلطة... في خدمة الشعب 2

بسم الله الرحمن الرحيم صراع السلطات من المظاهر المتواترة في الدول الغير ديمقراطية, ويكون هذا الصراع علي أشده عندما يحدث التغيير الإجتماعي بشكل لا يوافق سلطة قائمة, أو في حال محاولة سلطة السيطرة علي سلطة أخري للحصول علي سيطرة أكبر علي مقدرات الوطن. وبالطبع يكون هذا الصراع متدني في حالة توافق كافة السلطات علي إنها بالأصل جاءت لتلبي المطالب الشعبية, وأنها تعمل في خدمة الشعب. فالممارسة الديمقراطية تسبب ثباتا كبيرا داخل المجتمع, وتجعله قابلا للتغير بمرونة كبيرة. وتأتي هذه المرونة من قبول كافة السلطات لحكم الشعب ومعرفتها التامة انها غير قادرة أبدا علي فرض سيطرتها علي الشعب, وإحلال سلطتها المؤقتة محل السلطة الأصيلة للشعب. ويحدث هذا عندما يبدأ الشعب في ممارسة حقوقه السياسية والضغط علي السلطات الخارجة عن سلطانه وتهذيبها وتقويم مسارها. فالشعب ذاته يجب إن يكون قادرا علي الفصل بين السلطات وإنهاء الصراعات الجانبية والتي تهدر طاقات الوطن وتشتت أهدافه. ويبقي السؤال الأهم هنا هو آليات تفعيل حكم الشعب وفرض سيادته علي وطنه, كيف يمارس المواطن العادي هكذا ضغط دون الوقوع تحت براثن سلطة يعمل

طور التحول - الشرطة والسلطة ... في خدمة الشعب

بسم الله الرحمن الرحيم عندما ننظر للأهداف ومبادئ الأحزاب, نجد انها يجب ان تتشارك في أن الهدف الاسمي هي رفعة الوطن وان المبادئ الحزبية نابعة دائما من مبادئ المجتمع وفي خدمة شعبه. وفي هذا الإطار فتكون مهمة الأحزاب هي تقديم برامج تتباين وتتمايز في قدرتها علي تلبية المتطلبات الشعبية, وتتبادل السلطة بين الأحزاب بسبب من الأسباب التالية:- 1- عدم قدرة الحزب المنتخب علي تلبية المطالب الشعبية التي جاء من أجلها. 2- تفوق حزب منافس في تقديم برنامج أكثر تطابق مع المتطلبات الشعبية. 3- نجاح الحزب الحاكم في تحقيق الرخاء وإتمام برنامجه الانتخابي, يضعه في حالة ظهور أولويات جديدة لاهتمامات المواطن, وبالتالي فقط تظهر أهمية برنامج حزب منافس لمواكبة هذا التغيير الاجتماعي. وعموما يستنكر المنطق ان تبادل السلطة في المجتمعات المدنية نابعا عن تغيير اجتماعي ناتج عن زيادة كتلة عن كتلة, لان المواطنون لا تتغير عقائدهم وانتمائهم الحزبي بمعدل كل 8 سنوات . ولكن تتغير أولويات الوطن نتيجة قدرة الحاكم علي إدارة البلاد, وبالتالي فالحزب القادر علي مواكبة أولويات الوطن هو الحزب القادر علي تولي زمام الأمور, وهذ

المطبخ السياسي- صناعة الديكتاتور / الجزء الأول

تشتهر الدولة المصرية بقدرتها الخارقة علي صناعة الديكتاتور والحاكم بأمره والفرعون وكل أشكال الحكم القمعي المتسلط المنفرد. كما إن الشعب المصري ذاته لديه قناعة مترسخة انه لا يمكن حكمه دون هذا التصور, فتجده يردد عدد من العبارات المنتشرة وسط أبناءه تثير العجب في نفوس المتأملين لهذه العبارات والباحثين عن مصدرها وأسبابها, وعلي سبيل المثال... -           هذا الشعب لا يمكن إن تحكمه إلا بهذه الطريقة... -           لا يمكن للحاكم إن يعود عن قرار اتخذه ... -           يجب إن يتعامل الحاكم بكل عنف مع المعارضة وإلا فقد السيطرة علي زمام الأمور... من تحليلاتنا للعبارات السابقة نجد الآتي ... -           التأكيد الجازم النافي لعكسه يؤكد رسوخ هذه العقيدة لدي المصريين, أضف إلي ذلك تصديقكك الشخصي لها, ومدي انتشارها, ومرات تكرارها... تجد أنها مرسخة بشكل ممتاز في نفوس المصريين... -           يتوقع المصريين إن الحاكم لا يمكن أن يخطأ فهو إله أو مرسل علي اقل تقدير, والرجوع عن قراره يعبر عن انه إنسان عادي أو يعرضه إلي تكرار التراجع إلي الأبد, وهي صفات لا يتمناها المواطن, والغريب في الأمر ان

الرأي والانتماء – الجزء السادس – تمييز الحكمة

بسم الله الرحمن الرحيم عندما يتبني المواطنين مبدأ ضرورة تغليب الحكمة عند اتخاذ مواقف معينة, ستكون الحقيقة الراسخة لدي الجميع هي الاستماع, وحتى قادة الرأي سيتوقفون عن إبداء آرائهم لأسباب عدة. منها عدم التعبير عن الرأي مخافة الوقوع في ذلة الخطأ والنسيان وهي ما يستتبع بانخفاض أو انهيار شعبية قائد الرأي, وقد يكون منها محاولة بلوغ الحكمة من خلال فهم الحقيقة بشكل أكثر عمقا وهو ما يساعده في تبني آراء أكثر ثباتا وقدرة علي التطبيق. أما علي المستويات الشعبية فسيتحرك المواطن بطبعه بين مستويات عدة نذكر منها:- 1- تصيد الأخطاء ووصف المواقف بأنها خالية من الحكمة. 2- محاول التفلسف وإظهار الحكمة للتباري بين أقرانه والتمييز بين مجتمعه, ولكنها في هذه المرحلة لن تبلغ حد الفلسفة لأنها ستكون خالية من التطبيقات القادرة علي تحقيق الرفاهة للمجتمع. 3- البحث عن الحكمة وربط المواقف والاتجاهات, وهو ما سيمنح المواطن قدرة علي تفهم الدوافع والميول والأهواء. 4- الاتجاه للثوابت والبعد عن المتغيرات. 5- وصف نتائجه بالحكمة, ونشير هنا انه ليس من المفترض الوصول للحكمة لدي كافة المواطنين, ولكن المواطن سيلجأ

الرأي والانتماء -الجزء الخامس - التعبير عن الرأي

بسم الله الرحمن الرحيم كثيرا ما نصدم باستقبال المجتمع للرأي, وخاصة تلك النوعية من الآراء التي تمس الثوابت لدي متلقي الرسالة. وهذه ظاهرة نفسية نابعة عن مجموعة من الاختلافات بين صاحب الرأي والمتلقي, نذكر منها التالي :- 1-       اختلاف أهمية الموضوع محل النقاش بين المرسل والمستقبل. 2-       اختلاف الثوابت الحاكمة لموضوع النقاش. 3-       قدرة المستقبل علي تقبل الفكر وثقته في شخص المرسل. 4-       مقاومة التغيير لدي المستقبل وحب السيطرة علي مسار الحوار. 5-       مدي المنفعة أو الضرر الواقع علي المستقبل جراء موضوع النقاش. 6-       قدرة المستقبل علي فهم ما هو ابعد من موضوع الرسالة ليصل مستوي الفهم بين المرسل والمستقبل لدرجة الفهم التام. هذه التحديات تواجه كل قادة الرأي بلا استثناء, ولكنها بعوامل معززة للطرح تجعل مجموعة من الأشخاص بعينهم لديهم قدرة أكبر علي التأثير في البشرية أو علي الأقل في نطاق تأثير واسع. ولكن المشكلة الحقيقية إن قادة الرأي الذين يصل رأيهم إلي جموع البشر ليسوا دائما يصيبهم التوفيق, أو علي اقل تقدير ليسوا أصحاب الرأي الأرجح, وقد يكون هناك وسط العامة من

الأيدلوجية الإنفصالية - الاستقطاب في الإسلام

يمارس الاستقطاب السياسي كمفهوم غالبا للتحزب والتكتل لترجيح ميزان قوة سياسية معينة في منافستها مع القوى السياسية الأخري داخل المجتمع. ومن المعلوم لديكم ان القوة السياسية الناجحة في إدارة سياستها الإستقطابية هي في الغالب ما تسعي لتوحد مجتمعها علي رؤيتها تجاه مشكلات المجتمع والحلول التي تفترضها للخروج من الأزمات, حتي ولو كان هذا التوحد بشكل مرحلي. تتبع الاتجاهات السياسية منهجا إداريا و إعلاميا في عمليات الإستقطاب, وفي عدد من الحملات السياسية المحترمة يمكن صناعة سياسة ترويجية جديدة او استعمال سياسات ترويجية موجودة بالفعل, وتختار الإدارة السياسية للحزب الشكل الملائم للإستقطاب تبعا لمعرفتها بالمحيط السياسي العالمي او قدرتها علي صناعة نموذج إستقطاب جديد. فعلي سبيل المثال استخدم شعار take5 للترويج في الحملات الإنتخابية يعمل علي جعل فرد في المجتمع يعمل علي إستقطاب أفراد جدد من محيطه. ولقد استخدمها حزب الدستور في الترويج لحملته البرلمانية كنظرية من نظريات الاستقطاب المعمول بها, إلا انها لم تؤثر كثيرا علي الخريطة الاجتماعية المصرية. في جميع الاحوال ... كانت هناك نظريات عدة داخل النموذج الا

المطبخ السياسي - إعادة الأعمار الثقافي

مشروع إعادة الأعمار الثقافي المنبثق من مشروع طور التحول هو مشروع للتنمية الثقافية تقوم فيه المؤسسات العلمية بدور في النهضة الثقافية المصرية, و سيكون مشروعا لإحياء التراث العلمي الإسلامي من خلال رقمنه أمهات الكتب لعلماء المسلمين كالحسن بن الهيثم, ابن رشد, ابن سينا,... الإدريسي وغيرهم من علماء العصر الذهبي. ومن المعلوم أن المكتبات العربية لا تحتوي إلا علي ما ندر من تلك الكتب والموجود منها يعتبر مشهدا أثريا لا علما , ويهدف مشروع النهضة الثقافية لاسترداد الكتب من مكتبات المحتلين والذين سلبوا أمتنا العريقة أغلي ما تملك في فترات الاحتلال المظلمة, وإعادة إنتاجه بشكل رقمي حتى يبدأ العرب من حيث انتهي أسلافهم . وأدعو كل أصدقائي بدعم هذا الملف حتى يصل للمسئولين القادرين علي إبراز قضيتنا وتحقيق أحلامنا في استرداد حضارتنا وعلومنا المسلوبة .  

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.

يصف عدد من المصريين قيادات النظام البائد بأنهم يملكون ما يسمي "الذكاء السياسي", ولهذا وجب علينا إعادة تعريف المواطن بهذا المصطلح . يحقق الذكاء السياسي في الغرب مكاسب اقتصادية وسياسية لجميع الأطراف القائمة علي التفاوض, ودائما ما يصلون إلي المنطقة الوسطية الآمنة لإتمام الصفقات السياسية والاقتصادية في إطار قيم هذا الوطن وأولوياته, وبالطبع الندية هي اهم قاعدة   تحافظ بها الدول الغربية علي هيبتها وسيادتها وهو ما ينعكس بدوره علي مكانة المواطن وسيادته مع الشعور بالاطمئنان من وجود قيادة حكيمة تحقق أهدافه مع تجنب الدخول في صراعات إقليمية ودولية . بينما يوصف الذكاء السياسي في مصر هو تجنب المشكلات الإقليمية والدولية حتى ولو كانت الخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تتوالي فوق رأس هذه الأمة البائسة ومواطنيها . فعلي سبيل المثال كانت النخبة السياسية المصرية غير قادرة علي تحقيق أي مكسب من أي نوع لمصلحة الوطن, وخنوعهم السياسي حقق لهم "ولهم فقط" الاستقرار المزيف الضامن للسلطة المطلقة, ثم وصفوا هذا الخنوع السياسي بالذكاء السياسي وصدروا هذا المصطلح للشعب المصري ليصفهم به, ويشعر ب

المطبخ السياسي - عالم واحد

" تقوم المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة بدور القطاع الحكومي لحكومة عالمية موحدة " بالفعل... ان عالمك الذي تعيشون فيه هو عالم موحد بالفعل, يرأسه جهاز حكومي عالي التقنية, يتابع - وبشكل لا يمكنكم تصوره - التغيرات العالمية وكأنه حكومة, ودولتكم ما هي إلا إقليم خاضع لهذا النظام العالمي . فيمكنكم تصور اليونسيكو علي سبيل المثال بأنها وزارة الثقافة في هذه الحكومة . كما يمكنكم اعتبار مجلس الأمن علي أنه وزارة الداخلية في هذا النظام . منظمة التجارة العالمية هي وزارة التجارة, وستجدون علي هذا المنحي وزارة التعليم والصحة وحتى وزارة الرياضة, ولا تغفل الحكومة العالمية أدق التفاصيل التي تتواجد في أي حكومة, فتجدها تعمل علي تنمية المناطق العشوائية, وتوصيل الخدمات إلي الأماكن النائية, وتحافظ علي البيئة الطبيعية.... الخ والآن ومن هذا التصور البسيط عن العالم أتمني من الذين لديهم رؤى حول مستقبلهم ومستقبل أوطانهم أن يجيبوني علي الأسئلة التالية . 1- ما هي الجهة القائمة بأعمال وزارة الدفاع العالمية؟ 2- ما هو دور الإقليم في تنمية الوطن؟ 3- هل ترحب بسيادة عالمية علي وطنك في منظومة عالمية واحدة؟ أم

المطبخ السياسي - السلطة

السلطة هي إطار يفرض نمط محدد من التصرفات والثوابت والقيود وحتي الأفكار علي الإنسان الواقع في دائرة تأثير السلطة . هناك نوعيين رئيسيين من السلطة سلطة داخلية "كالعلم, والدين" وأقدم العلم علي الدين لأن المعرفة المبنية علي العلم تختلف عن المعرفة المبنية علي العقيدة . سلطة خارجية "كالقانون,والدولة,والإعلام, والعادات والتقاليد, وسلطة المال وغيرها من السلطات داخل إطار الدولة" وهي أنواع مختلفة من السلطات التي من شأنها التأثير علي تصرفات الإنسان وقراراته كما أوضحنا سلفا . ومن هنا نجد أن السلطة الداخلية أقوي أثرا من السلطة الخارجية لأنها نابعة تماما من إرادة الشخص ومفاهيمه ومعارفه الشخصية دون توجيه أو مؤثرات خارجية . وتعتبر السلطة الداخلية متكاملة في حد ذاتها, بينما نجد أن السلطات الخارجية متكاملة ولا يمكن اعتبار أحدها صحيحا بشكل كامل . وتحتاج المجتمعات السلطة لإرساء الأمن والترابط والوحدة بين أعضاء هذا المجتمع, فلولا سلطة الأب لا تكن هناك أسرة وهذا مجرد مثال لأبسط صور المجتمع . في المجتمعات السوية تعمل كافة السلطات بشكل مستقل ولكنها وفي الوقت ذاته مترابطة الأهداف والتوجهات