محرر الأرواح - من أنت ؟!!!




لكل من يسألني هذا السؤال....
خيروني وأنا طفل بين الخيال والواقع, ولكني لم أجد بينهما ما يدفعني للاختيار, بل يمكنني الجمع بينهم.
كل ما هنالك أني سأذهب لغرفة الأحلام, وأنقل محتوياتها إلي غرفة الواقع....
عندما كنت صغيرا, كانت الأحلام الصغيرة مبهرة وملونة وكانت أغراضها صغيرة.... استطيع نقلها بسعادة وسهولة لغرفة الواقع.....
كانت الناس تبتسم من قدرتي علي نقل تلك الأغراض التي طالما اعتقدوا أنها محض خيال....
عندما انتهيت من الأغراض الصغيرة, كانت هناك أغراض أكبر قليلا....
ولأنني كنت صغيرا كانوا يستنكرون قدرتي علي حملها....
وبالفعل لم أكن قادرا علي حملها, فجررتها أحيانا, وصنعت لها آلة لنقلها أحيانا...
بدأت حالة الإعجاب التي لديهم تتغير نحو الاستنكار, فالتهجم, فالتهكم, فالنهر, ولا زلت ابتكر طرقا تستطيع نقل الأغراض من الغرفة المهملة إلي تلك المنيرة...
بالطبع قضيت عمري كله بين الغرفتين, وإن كنت أمضي من الوقت داخل غرفة الخيال أكثر من غرفة الواقع...
كنت أقضي وقتي أتساءل...
ما هو الغرض التالي الذي علي نقله؟
وكيف يتم نقل هذا الغرض؟
اليوم....
باتت الأغراض أكبر بكثير, وحتى تفكيك تلك الأغراض ونقلها بات شاقا....
وبدأت أدخل في نوبات من اليأس مع زيادة عدد مستنكري ومتشككي الواقع...
فاليوم أريد أن أبني صرحا لفرعون...
وهو مصنوع من 2300000 مكون فرعي, وكل مكون فرعي مكون 2 طن من المكونات الثانوية....
هذا عملاق ..... أليس كذلك ؟!!!
كما أنه غير واقعي, أنه خيالي بالكامل....
ونقله لن يبهر هذه المرة أسرتي ومعارفي....
قد يبهر العالم بأسره....
التساؤل الجديد بعد (ما علي فعله؟, وكيف؟)
-          هل ستفعلها وحدك ؟!!!
أتمني أن لا تخوني ذاتي هذه المرة
نعم استطيع... ولكني لا أريد أن أعيش عمري كله في نقل هذا الصرح إلي النور....
أريد أن أعيشه مع أولادي....
أريد أن ينقضي هذا الصرح سريعا, لان غرفة الأحلام لازالت مكدسة بالأغراض التي علي نقلها....
هناك بعض الأغراض تحتوي علي ملايين الأجزاء, وهناك بعض الأغراض في حاجة للبحث كيف يتم تفكيكها أصلا قبل نقلها...
هناك أحلاما تكفي الجميع, بل هناك أحلاما لا أعرف هي ملك من....
وهي مهجورة منذ سنين....
لماذا لا تتقدموا لزيارة عالم الأحلام الخاص بي؟!!!...
عسي أن تجد حلمك هناك, ولن أمانع في حمله والتوجه به نحو الواقع...
بل سأمد لك يد العون لتحقيق ذلك النجاح الكبير...
اليوم أخيركم كما خيرتموني قبلا....
يمكنك أن تعتقد أن تلك الكلمات مفرغة, ويمكنك اختبارها بنفسك....
أنه خيارك وحدك
                                                                                                                   الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.