تأملات - أين نحن ؟


تأملات – أين نحن؟

الخميس: 21/1/2016

           نمضى فى طريق الحياة ... تختلف رؤانا فى وصفه ... وتتباين مناهجنا ومواقفنا ... يهيم فيها البعض سائراً وفق عادة ألفها ودون وعى منه بفعله ... فهو بين مفعول به ، تملى عليه الأفعال فلا يعطى لعقله وقلبه المجال كى يدير الأمور أو حتى ليتدبر ما يعرض عليه ... أو بين فاعل ، وضع ليومه قوالب كى يسير عليها ... فأصبحت وأمست جزءاً من حياته ... حتى أنه لا يدرك متى وكيف صاغها؟ ... فلا شاغل له بها سوى أنها تسير الأمور.
 

          مايجمع الإثنان أمر واحد ... أن أفعالهم صارت روتيناً ليس إلا .... أن حركاتهم وسكناتهم باتت مبرمجة ... وقد تحدث دون مراجعة العقل إليها ، أو استفتاء القلب عليها ... تغلب عليها تلقائية تفقد العمل روحه.

 
          الخطير فى الأمر أنه ساد بيننا ذلك .... وباتت آلة الجسد تدير عجلة الحياة ... دون أن تعبأ بمضمون أفعالها ... وأخذت فى خضم دورتها تدهس من يقف فى وجهها ... وتشوه كل قيمة شيدتها الإنسانية .... وتعبث بلوحة الحياة التى رسمها الله لنا.
 

          كل ذلك ماكان ليحدث لو تصدرت روح الإنسان وقلبه المشهد ... وأمسك الوعى بالزمام .... ليقودك ويقود الحياة إلى غير ماتراه الآن. فالروح هى سر الله الذى أعطاه للعمل لينبض بالحياة ... والقلب هو نهر المشاعر الذى ينبع بالإخلاص ليصب فى رضاه ... والوعى هو الذى يبصر الخطر لتتلافاه ... وبه ترفع الظلم عن نفسك ... ولا تسلط سياطه على من حولك.
 

          حرى بهذا المثلث أن يقود مشهد الحياة ، فلربما ينسج لنا مانتدثر به من زمهرير الحياة ... ويقودنا إلى السعادة التى ننشدها ... فنحصد ثمارها فى الدنيا والآخرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.