الخلفاء - ما علينا .

بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن نناقش ما لنا كخلفاء لله في أرضه, علينا تأمل ما علينا.
وحتي يتسنى لنا مناقشة ما علينا, يجب أن يتكون لدينا الإدراك باللحظات الأخيرة للخلافة الإسلامية وما اقترفته أيدينا من ذنوب تستدعي استبدال الله لنا نحن العرب والمسلمين بخلفاء جدد واستقرار الحال لهم.
يجب علينا إدراك الأسباب الحقيقية لتخلي البشرية عن القوم الذين وقفوا في وجه الطغيان وأرسوا العدل لقرون.
يجب علينا النظر في عواقب تصرفاتنا وسلوكياتنا علي الصعيد الإنساني الذي ولانا الله أمره يوما.
لا اعتقد بأي حال من الأحوال أن اللحظات الأخيرة في حياة العرب والمسلمين كخلفاء لله في الأرض كانت تتسم بالصدق والإخلاص لله, ولا أعتقد إطلاقا أن تلك اللحظات أتسمت بالعدالة أو الحكمة التي توافرت لدي الفاتحين والأوائل.
فعندما صدقنا ما وعدنا الله عليه, نصرنا الله.
وعندما صدقنا البشر ما وعدناهم, فتحنا الأمصار بنفوس بشرية مستنيرة لحقيقة هذه الأمة التي وصفها الله بأنها خير أمة أخرجت للناس.
فلا لوم أستطيع أن أوجهه للعالم بتخليه عنا لمئات السنين مضت, أو ملايين المسلمين القتلى في ظل غياب الإدراك للمعني الحقيقي للإستخلاف.
نحن العرب والمسلمين لا نتميز عن أي غيرنا من الأمم إلا بما فضلنا الله....
وهو ...
1- الأمر بالمعروف.
2- النهي عن المنكر.
3- عبادة الله.
ولا فضل لنا في ذلك إطلاقا, حيث أن أكثرنا اليوم لا يأمر بمعروف, ولا ينهي عن المنكر, أما عبادتنا لله فلا فضل لنا لأننا ولدنا مسلمين, فالحمد لله علي نعمة الإسلام والإيمان بالله.
أما ان نكون مسلمين كخيار حر, واعتناق هذا الدين عن رغبة حقيقية في لقاء الله علي دين الحق, فهو امر بعيد كل البعد عن حقيقتنا نحن المسلمين المعاصرين.
كما أن الثأر والشعور بالكراهية تجاه شعوب العالم الغربي, هو شعور مفرط غير واقعي لأننا نحن من تخلينا عنهم وليسوا هم من تخلوا عننا.
نحن تخلينا عنهم بترك مبادئنا التي وعدناهم....
نحن تخلينا عنهم عندما كان الملك والمكانة شرطا للاتفاق, فمطامعنا الشخصية قيدت يوما صمودنا متحدين في وجه الطغيان, فتفرقت بنا السبل تحت رايات مصطنعة بعد أن قال الله لنا في كتابه
"تلك أمتكم أمة واحدة"
وإلي اليوم ....
يستمر هذا السلوك الغير واعي في أراضينا أو بمعني أدق ما بقي منها....
كشاهد عن سبب تردي أحوالنا نحن العرب والمسلمين, وكآية للجيل الحالي عن سبب الانهيار وبداية النهضة.
في واقعنا المعاصر نجد التفرقة بين الإنسان والإنسان لازال مستمرا إلي اليوم....
في واقعنا المعاصر نجد التحزب والتفرق لازال مستمرا إلي اليوم....
في واقعنا المعاصر نجد المكانة ضرورة للتعاون مستمرا إلي اليوم....
فكيف سيخرج الله من هذه الأمة خلفاء ؟!!!!
علينا معرفة ما علينا حتي نطالب بما لنا....
وأولي هذه الالتزامات هي إرساء العدل, وتقديم المصلحة العليا, ونبذ الذاتية.....
وقبل أي شيء....
التوحد...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.