انا ‏- ‏قصة ‏كلمة

لا اعلم لماذا اري الكلمات كائنات حية...
ربما لان الكلمات تولد وتموت...
فكل يوم تولد كلمات وتموت كلمات دون ان نلحظ ذلك... 
لا اعلم حقيقة هل هي كائنات حية ام لا، ولكني اود التجول قليلا مع مزيدا من الضوء داخل حياة الكلمة... 
عسي ان اكتشف اين تولد وكيف تموت... 
إن الكلمة تنشأ من فكرة، وبالطبع علي الانسان ان يطرح افكاره  للناس، لا اعلم لماذا علينا فعل ذلك ولكننا نتقبله باريحية مطلقة... 
نحن نوع من الكائنات نحب بشدة نشر الافكار... 
لابد ان الافكار هي حبوب اللقاح التي تستخدمنا تلك الكائنات في نشرها..... 
ولسنا فقط محبين لنشر الافكار ولكننا ايضا نكون رابطا عاطفيا ونفسيا مع البشر القادرين علي تلقي افكارنا وفهمها دون سواهم.... 
وبالتالي فالعلاقات الاجتماعية هي حاضنة وراعية لتلك الكائنات الغريبة.... 
في البداية تكون الفكرة معقدة ولصياغتها قد يتطلب الامر  مجلدات تشملها، ولكن وبشكل ما تولد الكلمة... 
لتكون معبرة بالنسبة لمتلقيها بشكل كامل عن المجلدات الكاملة التي قد تحتوي الفكرة..... 
اغرب اشكال الكلمة واكثرها انتشارا بين الناس هي الناميجة
الناميجة هي كلمة كما تلاحظ ولدت حديثا بين التجار كدائرة اجتماعية، تشير الكلمة الي لغة يستخدموها فيما بينهم للتواصل دون إدراك الاطراف الاخري لمعانيها، وقد تعتقد للوهلة الاولي ان الناميجة تعني شفرة، ولكن الناميجة ابعد من ذلك فهي لا تنقل رسالة كالشفرة ولكنها تنقل الفكرة في حد ذاتها،... 
فالناميجة موجودة تقريبا في كل انواع الصناعات والحرف وحتي المجالات العلمية.... 
الناميجة هي اللغة المتخصصة كرموز الكيمياء ومعادلات الرياضيات وقوانين الفيزياء... 
ولكن وعلي الرغم من عمر الانسان الطويل علي هذا الكوكب واستخدامه للغة المتخصصة في كل مجالات حياته، الا اني لا اعلم مسمي مطلق للغة المتخصصة باي لغة كانت الا كلمة ناميجة... 
والغريب انها فكرة غير منتشرة الي الان واهميتها مغفلة تماما... 
لو كان الامر بيدي لكنت حددت لميلاد تلك الكلمة عيدا نحتفل به... 
المعقد في الامر ان مصطلحات الناميجة اي ان كانت تلك الناميجة يستطيع فهمها كل المتعاملين في التخصص دون تعليم او تلقين، وكانهم يدركون معانيها  إدراكا.... 
اتذكر عندما طلب مني احد القهوجية ان امسك باللي لحين رص الحجر، فلم افهم معني كلمة اللي، ولن انسي علامات الاندهاش علي وجهه حيث كان كالمصعوق كهربائيا وهو لا يستطيع توقع او استيعاب عدم معرفتي لمعني الكلمة. 
من الكلمات التي تولد يوميا ناقلة للافكار هي المصطلحات.... 
وبغض النظر عن اهمية المصطلحات في البيئة العلمية والاكاديمية، فللمصطلحات مواقع اهم في حياة البشر 
حيث انها تولد لسد فجوة العجز اللغوي في الاساس... 
فبغياب الكلمة الصحيحة في عقول البشر، يبدأون في إيجاد كلمات بديلة لتعبر عنها... 
والمضحك في الامر ان معظم المصطلحات المولودة في البيئة الاجتماعية، لا تحمل معني حقيقي او تصريفا لغويا صحيحا او ميزانا صرفيا يمكن تطويره والقياس عليه، وعلي الرغم من ذلك يتلقاه البشر وينشرونها حتي تكون اكثر استخداما من المصطلح العلمي ذاته... 
واخر شكل للكلمة ساتحدث عنه اليوم هو المختصرات
لا اعلم لماذا تستخدم لغات معينة المختصرات اكثر من لغات اخري، ولكني الاحظ قوة خاصة في المختصرات، ان المختصرات تنتشر من مكان لمكان اكثر من اي شكل من اشكال الكلمات الاخري.... 
استنتجت من هذه الجولة في حياة الكلمة ان ما علي البحث عنه تحديدا في الكلمة هو التعريف... 
فالكلمة وظيفيا تعرف متلقيها شيئا قد يكون مجهولا لديه بدونها... 
وللقصة بقية... 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.