الأيدلوجية الإنفصالية - الهيكل الإجتماعي

لماذا الإسلاميون؟
بإلقاء نظرة مقربة علي هيكل السياسة المصرية قبيل الثورة نجد أنها تتكون من العناصر التالية
1- حزب حاكم مسيطر مهيمن علي مقدرات الدولة.
تميل ايدلوجيته إلي الوسطية مع الخضوع التام لهيمنة الراسمالية والليبرالية العالمية, حتي وإن حافظ علي الهوية الإسلامية والعربية من المد الليبرالي العالمي.
2- أحزاب إشتراكية.
تعتمد السياسات الناصرية والإشتراكية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد, وهو تيار نابع عن المد الشيوعي العالمي إبان الحكم الناصري لمصر, ويتبني هذا التيار الفصيل العمالي كطبقة إجتماعية ولبنة اساسية للمجتمع, ولكنه وفي جميع الأحوال يعد إجتماعيا تيارا شرقيا وافد إلي مصر في فترة أقصاها ستون عاما.
3- الأحزاب والحركات الشبابية الليبرالية.
ساعد الانصياع الحكومي قبل الثورة للهيمنة الليبرالية العالمية علي وجود أرض خصبة لميلاد التيار الليبرالي والمنادي بإطلاق الحريات العامة والحريات السياسية والعقائدية داخل المجتمع, وبالطبع ساعدت تلك الأهداف النبيلة والسيطرة الإعلامية الضخمة لهذا التيار علي إظهار هذا التيار علي إنه التيار الأقوي من حيث هيكله السني والعمري لتبني الشباب هذا التيار, كما انه ظهر علي انه التيار الأقوي نتيجة للتقدم الكبير في أدوات هذا الجيل وقدرته علي تحقيق النجاحات في قطاعات كبيرة كالاتصالات والتجارة والسياحة, وبالتالي فرموزه الشابة يتمركزون في القطاعات المفصلية الهامة للدولة.
4- الأحزاب الدينية.
هي الأحزاب الاقدم والمرجعية التاريخية الأساسية لمصر والتي تمثل أحزاب الهوية, خاضت تلك التيارات حروبا كبيرة إعلاميا وثقافيا وسياسيا, ليس فقط في الفترة الأخيرة في حكم مصر, ولكنها كانت العقبة الوحيدة أمام أي تغيير أيديولجي للمجتمع المصري, فأي فكر جديد لا يستضم إلا بالأيدلوجية الإسلامية المرسخة داخل الشعب المصري والممثلة للهوية.
وبالتالي فخروج الحزب الحاكم من المربع السابق يؤدي في الغالب إلي صراع بين القوي السياسية, وهو أمر بديهي للوهلة الأولي...
ولكننا عندما نكون علي علم بالمعطيات التالية ستتغير الرؤية للفترة الحالية والمستقبلية...
1- القمع العام للسلطة الحاكمة السابقة كان للسيطرة علي كامل الدولة, ولم يكن هناك أي عائق أو تهديد امام سيطرة النظام السابق علي الدولة إلا النموذج الاسلامي, وهي حقيقة مجردة يعلمها تماما كل من كانوا يمارسون السياسة في العصر السابق.
2- الشعب المصري بطبعه متدين ويتقصي موضع قدمه في الآخرة قبل الدنيا, لا يأخذ قرضا قبل ان يسأل عن مشروعيته, ولا يتزوج قبل ان يستخير ...
3- تعتبر معركة المواطن نحو الاستقلال من السيطرة العالمية معركة طويلة الأجل, فرغبة في التحرر دعم الشعب المصري الحكومة الناصرية وأيدلوجيته الاشتراكية بشكل مرحلي, ليدعم نموذج الراسمالية للتحرر من الاحتلال اليهودي بشكل مرحلي... إلي أين تتوجه بوصلة المواطن المصري ؟
تتوجه بوصلة المواطن المصري في الفترة الحالية إلي إعادة مجد الأمة, ولم يتبق في هذا الوطن طوله وعرضه ما يمثل الأمة المصرية بشكلها الأصلي إلا الأيدلوجية الإسلامية, وبالتالي فالمرحلة الحالية لن تنم بأي شكل من الأشكال عن تبني أيدلوجية جديدة بقدر ما ستعمل علي دعم الأيدولجية الأصلية والهوية المصرية والعربية...
وبالتالي فالافراز الثوري الطبيعي كان تغليب التيار الإسلامي علي بقية التيارات, وما المحاولات الإعلامية والسياسية إلي حربا ضد عودة الهوية المصرية إلي المواطن والخطوة الأولي في هذا الطريق هو عودة الهوية إلي الساحة السياسية...
إن حرب الثوار لدعم التيار الديني هو حرب الهوية... ولن تكون الخطابات الإعلامية الرنانة والشخصيات السياسية المنمقة كافية لهزيمة هذا الجيل...
أنكم في حاجة لإحتلال هذا الوطن لتجردوه من هويته...
وأحب أن أقول في هذا الصدد
حتي الإحتلال والقتل لن يمنعنا حلمنا... بل سيؤجله ...
الموحد
28/2/2013

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.