طور التحول - السياسة الخارجية مرآة الشعب


سؤال صحفي للمتحدث بأسم رئاسة حكومة إنتقالية مؤقتة عن موقف دولته تجاه قضية دولية...
فجاءت إجابة المتحدث المؤقت عن الحكومة المؤقتة ان السياسة الخارجية ستتضح ملامحها بعد تعيين حكومة فعلية, وأن وزير الخارجية هو المنوط به وضع السياسات الخارجية للدولة...
لا أعلم كيف تكون هذه إجابة عن هكذا سؤال...
- العلاقات الدولية هي علاقات شعبية في المقام الأول, فالعلاقات الشعبية بين الدول هي ما تصنع العلاقات الدولية, وكانت هي المؤسس التاريخي للعلاقات الدولية...
- العلاقات الدولية علاقات طويلة الأجل وتاريخية, فكل شعب لديه من الأرث التاريخي الذي يسمح له بتعريف الصديق وتعريف العدو...
أما تصور ان الشعوب في حاجة لوزير يحدد علاقة الدولة بالدول الأخري, فهذا تصور لشخص قاصر سياسيا...
وأما تصور ان العلاقات الدولية تحددها حكومة, وتتغير رؤية الدولة نحو الحلفاء والأعداء بتغيير الحكومة, وأن لكل حكومة نظرة في العلاقات الدولية تختلف عن الأخري, فهذا تصور لشخص قاصر تاريخيا...
وفي الحالتين يشير هذا الرد علي قصور كبير في معرفة الحكومة بنبض الشارع لتقديم إجابة تتطابق مع توجهات الدولة والتوجهات الشعبية بدون أن يسبب حرج للإدارة الموجودة حاليا أو مستقبلا...
ولكنه عجز عن تقديم هكذا إجابة لأنه لا يعلم ما هي توجهات الحكومة الحالية, ولا يعلم ما هي توجهات الحكومة المستقبلية, ويعلم تماما أن الحكومة هي من تشكل توجهات السياسة الخارجية للدولة والشعب مجرد تابع لهذه السياسة...
السادة الكرام... ملخص كل ما سبق...
السياسة الخارجية هي مرآة الشعب
فالصديق صديق منذ الأزل, والعدو عدو منزل الأزل...
ورسالة لكل العاملين بالسياسة...
راجعوا علومكم السياسية لانكم تهينوا الشعوب وتهينوا أنفسكم...
كما أنكم بهذه الطريقة غير قادرين علي بناء علاقات دولية قائمة علي الاحترام, ولكنكم تقيمون علاقات دولية قائمة علي تسيير الأعمال وتبادل المصالح.
لا تسفهوا من الشعوب...
 فنحن الوطن...

الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.