وطن مقيد



عندما تجمعنا المصلحة لا الوطن, تكون المدن ما هي إلا سجن كبير, موعد النوم محدد وموعد العمل محدد يكفي قطع التيار الكهربي بشكل مركزي, موعد الأكل محدد وموعد المياه محدد يكفي قطع المياه بشكل مركزي, وفي هذا السجن الكبير, تجد من يتاجر ومن ينافق , ولن تجد المسالمة داخل بيئة الإجرام.

لكن العجيب في الأمر هي اللغة...

كيف يحلم المسجون بأن حياته الأسيرة ستتحسن بتحسن أحوال السجن؟

هل من المقنع أن المسجون قد يعتقد انه إن عمل لدي السجان سيتحسن وضعه؟

- هناك من يريد إن يمضي فترة عقوبته دون مشكلات, وخاصة انه قد يجد من فتات السجان ما يسد رمق العيش, وهو بذلك يعتقد انه الأذكى.

- وهناك من لا يبالي بجودة الحياة ما دام في العمر بقية وما دامت الحرية مسلوبة فلا أمل في غد أفضل ولن يجد يوما الحياة الكريمة , فهو قد مات لديه الأمل والطموح واستسلم للأمر الواقع.

- وهناك الحالمين بالهروب المتطلعين لشمس الحرية بين القضبان, وهؤلاء يجلدون ويسجنون انفراديا وهم لعنة علي السجان والمسجون علي حد سواء, وكل مشكلاتهم إن القيود تكبلهم, فهم لا ينامون ولا يأكلون ولا يشربون, ولكنهم دائما وأبدا يخططون كيف يهربون.

ولكن في هذه البيئة لا يمكن إن تقنع الجميع إن يعملوا من أجل هذا السجن, لأنه لا انتماء ولا أمل ولا حرية في هكذا منظومة...

في هكذا بيئة تجد الولاء بديلا عن الانتماء

في هكذا البيئة تجد اليأس بديلا عن الأمل

في هكذا بيئة تجد التمرد بديلا عن الشرعية




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.