المخلوق - إثبات الخلق

بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله...
وأقسم بالله أن الدين حق, وما بلغ النبي عن ربه إلا حقا, وما حدثنا إلا صدقا...
وأقسم بالله أن العلم حق, وما هو إلا معمل الخلق المثبت إن لكل مخلوق خالق, ولكل موجود واجد...
وأقسم بالله أن اصطفاءه الإنسان عن علم أستودعه عنده, وانه تعالي العليم بما لم نعلم...
العلم قناة تواصل بين العبد وربه, يحاول من خلالها الإنسان الوصول إلي أفاق المعرفة ...
وكلما تعمق العالم أكثر في دراسته أسباب الخلق, ويعمل علي صناعة النموذج, الذي يبحث فيه عن طريقة وجوده...
يثبت ان وجود صانع أمرا حيويا, فلولا وجود العالم ما كان النموذج, ولولا وجود الخالق ما كان الكون...
والمتأمل فيما كسبت يداه يجد انه
انه لم يكتب أفضل من كلام الله في كتابه الشريف...
انه لم يرسم أفضل من آيات الله في الكون...
لم يخلق كخلق الله وهو مخلوق...
.......... تعالوا معي أصدقائي الأعزاء إلي رحلة نحو المستقبل...
والمستقبل يصنع الآن...
يوجد معمل للكيمياء الحيوية يقوم بمجموعة من الدراسات حول الحياة, وإمكانية تكوينها في الظروف الطبيعية خصوصا تلك الظروف الطبيعية التي ظهرت فيها الحياة, وهي فترات غابرة في التاريخ الطبيعي للأرض, حيث كانت الأرض كتلة بركانية حارة, مع مجموعة من الطبقات الأرضية بدأت في التشكل, وغلاف جوي من الميثان, ومناخ عاصف بالرياح الرعدية.
وتمكن هذا المعمل البسيط من ترسيب سائل يحتوي علي مجموعة من المركبات الكيميائية مطابقة للتركيب الكيميائي للأحماض الأمينية, وهي المكون الرئيسي للخلايا الحية.
وبعد إجراء تحسينات علي النموذج, تمكن من زيادة عدد الأحماض الأمينية المترسبة في سائل النموذج, وتم وضع المركبات المشابهة للأحماض الأمينية في طبقة من الصخور البركانية, ودفنها في جانب من البركان دافئ دائما ولكنها غير ملتهبة "حوالي 50 درجة مئوية" وتركها في حدود ساعتين, وجد تكون حزم من الحمض النووي الريبي RNA .
في محاولة لصناعة الحمض النووي DNA قام الباحثون بحقن جسيم بحزمتين من الحمض الريبي RNA لتبدأ عمليات محاكية لعمليات الأيض من خلال إحداث ردود فعل كيميائية تسببت في طرد أي جسيم مختلف عن الحمض النووي, وبالطبع ساعدت ظاهرتي الانتشار الغشائي والضغط الأسموزي علي تحقيق سلوك محاكي لعمليات التغذية والأيض.
وسبب الاختلافات في الضغط الناتجة عن اختلاف الكثافة خارج الجسيم وداخله, حدوث رد فعل محاكي للحركة والنمو.
هذا الجسيم تمدد ليصل إلي الانقسام, وهنا تتوقف معلوماتي, ولكنني سأكمل المقال بتصوراتي عن التجربة وملحق بتعليقي عليها...
أعتقد ان الجسيم فشل في إعادة تكوين الحمض النووي بعد انقسامه, بمعني ان كمية الحمض النووية المزروعة أصلا في بداية التجربة لم تتكاثر, ولكنها استمرت في الانقسام دون إنتاج جديد حتي حدث التوازن بين الضغط الداخلي والخارجي وتوقفت عمليات الحركة والأيض والتكاثر الناجمة عن تفاعل كيميائي متأين, وحدثت الوفاة الجماعية للكائنات الرمزية.

أما تعليقي علي التجربة فتتمحور في الآتي:-
الانفراد
من حيث تفرد التجربة, فلقد عرض علماء وفلاسفة وأطباء المسلمين في العصر الذهبي تصورهم عن بداية الخلق وتعرضوا للتجربة ذاتها في الكتاب الرائع " حي بن يقظان" لابن طفيل وابن سينا وابن رشد وابن حبان.
وهم أربعة من نبغاء العرب وأصحاب الريادة العلمية الإسلامية الأعمق في التاريخ الإنساني, وبالتالي فلا تمتاز التجربة بأنها جديدة أو مبتكرة وحتي لو اختلفت في الطريقة لاختلاف الأدوات تبقي التجربة غير متفردة.
الخلق
خطوات التجربة لم تبتعد إطلاقا عن تصور الأديان السماوية للخلق, فاستخدام الحرارة لإنضاج الأرض واستخدام الأرضة كلبنة تشكل الإنسان, وكون النطفة توضع في قرار مكين, وغيرها من السلوكيات التي اتبعها العلماء تتطابق كليا مع وصف الأديان السماوية للخلق, وبالتالي ما التجربة إلا إثبات وتأكيد وجود الخالق, فلولا العالم ما كانت التجربة لتتم, ولولا الكاف والنون ما كان الكون ليكون.
الحياة
يميز العلم الكائن الحي عن الجوامد من خلال مجموعة من العمليات الحيوية, وهي النمو والتكاثر والتغذية.
فلا يوجد كائن حي لا يتصف بالصفات الثلاثة, ولا يوجد جماد يتميز بالصفات الثلاثة.
هذا التعريف قاصر جدا, وغير مستغرب ان يأتي العلم الغربي بتعريف قاصر بهذا الشكل, فحصر الحياة علي هذه التغيرات العضوية, لا يتضمن التغيرات النفسية والإبداعية, كما أن تنوع أشكال الحياة يشير بشدة إلي إختلاف القواسم المشتركة بأكثر من متغيرات ثلاث.
فلا يعد كائنا حيا فقط من يقوم بهذه العمليات, فيمكننا إحداث النمو والتكاثر والتغذية كيميائيا وفيزيائيا وبأشكال علمية عدة, ولكنها لا تعد حية لانها لن تكون قادرة علي تكوين الإدراك والشعور والذكاء والذاكرة وغيرها من المحددات العظمي للحياة.
ولعل الإنسان أوضح مثال علي تباين أشكال الحياة, فهو منفردا يمتلك مجموعة كبيرة من محددات خارج إطار النمو والتغذية والتكاثر.
ولهذا وجب علينا إعادة تعريف الحياة خارج إطار هذا التعريف المحدود للكائن الحي.
#الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.