وحدة الأرض - من النوع إلي الحياة "سلسلة المستقبل"

3- حروب المستقبل - حروب الفلاسفة
يعتقد البعض ان العنوان لا يمكن ان يعبر عن حقيقة الأمور, فلا يوجد رابط واضح للكثيرين بين الفلاسفة وقادة الحروب...
إلا أن هناك رابطا هاما تأسس في الماضي الذي نعيشه, وسينتقل متطورا ومرسخا للمستقبل الذي نصنعه.
انه لا حاجة حقيقية لنا في الإقتتال....
المجتمع الذي صنعه البشر من منطلق فلسفي معين, يختلف تماما عن مجتمع آخر بني علي منطق فلسفي آخر, وهذا التنوع الثقافي هو المسبب الرئيسي للحروب التقليدية.
ولكل مجتمع نقاط قوته ونقاط ضعفه, ويكفي لعلماء الفلسفة والاجتماع ان يضعوا مواضع الضعف في كل مجتمع كنقاط استراتيجية للهجوم عليها, وتحديد نقاط القوة كاهداف استراتيجية لإضعافها..
انتقلت الحروب من الطريقة التقليدية إلي الهيمنة الثقافية ومن اثم الهيمنة الاقتصادية وحتي إفشال الدولة بسبب الجهود العظيمة لعلماء النفس والاجتماع وفلاسفة العصر الحديث, ليكتبوا لهم مستقبلا جديدا ودورا غاية في الأهمية في المستقبل الغير قائم علي الصراع بشكله التقليدي.
ستكون هذه الحقيقة واضحة تماما للدول التي لا تزال غارقة في تقاليدها البالية, وستعمل حثيثة علي تطوير منظوماتها الإجتماعية كنوع من الحصون والدفاعات ضد هجمات الاعداء في حروبهم الحديثة, وستطور من مفاهيم الهجوم والقتال بالاستعانة بالفلاسفة وتخصاصاتهم المختلفة.
ستختلف في المستقبل القريب لوائح المواقع الإستراتيجية والأهداف العسكرية....
ستختلف في المستقبل القريب غرف عمليات الحروب وأشكال المناورات....
التغيير المستمر للحياة لا تعطي تقدما لدول علي حساب دول....
ولكن التغيير المستمر في الحياة يعطي كافة الدول نسب متساوية في التقدم, فقط إذا كانوا مبادرين بشكل مواكب لتغيرات العصر....
والقادرون علي تمييز طبيعة التغيير والسعي الحثيث علي إحداث هذا التغيير ....
المبادرة هي صفة بشرية أصيلة.... يخفيها الخوف عن عيوننا ....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.