تجربتي عن التواصل الاجتماعي - الحلقة الثانية

إن عشرة سنوات من التعليم والتقويم السلوكي داخل منظومة "التعليم الافتراضي", غيرت كثيرا من السلوكيات البشرية, خاصة فيما يتعلق بالنقاش وتقبل الأفكار المختلفة وتداولها.
كذلك بات الحوار البشري متخطيا كليا للحدود والعقبات الفكرية التقليدية, فالبشر من خلال أدوات التواصل الاجتماعي تعلموا كيفية سلك منهج متحضر في الاختلاف الفكري والتعامل معه دون صدام, كذلك تبسيط الأفكار وتلخيصها وعدد كبير من السلوكيات المتحضر بلغة عصر الآلة, وأيضا هذه التجربة قدمت الكثير من البيانات عن السلوك البشري التي يجب الانتفاع منها.
ولكن هل اليوم يمكن العودة للواقع باستخدام السلوك الافتراضي ؟
بمعني ....
إذا عرض عليك استخدام أدوات الواقع الافتراضي علي واقعك.... هل يمكنك استخدام تلك الأدوات بكفاءة؟
هل ستقبل أن تحيى حياتك الواقعية مطابقا لحياتك في منظومة الواقع الافتراضي الذي تم تدريبك عليها لمدة عشر سنوات؟
أعتقد أنه يمكن لنا جميعا الانضمام لمنظومة تواصل تعتمد كليا علي الواقعية بديلا عن الواقع الافتراضي, ولإنجاح هذا النموذج يجب علينا أن نحدد الدروس المستفادة من التجربة التعليمية المسماة "الواقع الافتراضي".
أعتقد شخصيا ....
أني سأختار الواقع بأدوات الواقع الافتراضي, بديلا عن الواقع الافتراضي....
وأعتقد أنه بنقل الواقع الافتراضي بأدواته لواقعنا الحقيقي ستتحسن نظم الإدارة المجتمعية وتنخفض الصدامات البشرية الناجمة عن الاختلاف الفكري.
كما أنها ستجعلنا ننتقل من مرحلة التعليم لمرحلة التطبيق العملي, وهي مرحلة طبيعية للنمو الإدراكي للإنسان, بديلا عن الحجر الفكري في بوتقة الافتراضية والعزل الاجتماعي في دوائر التواصل.
اعتقد إن  السبيل الأمثل لنقل أدوات الواقع الافتراضي لعالمنا الواقعي ستكون بمثابة "طرق للأبواب" والذي يمكننا من التعرف واقعيا علي بعضنا البعض وتقييم سلوكياتنا وتوجيهها ذاتيا....
ذاتيا هنا تعني أنها باستخدام الآلة وليست موجهة من قبل الآلة....
وهذا هو الفارق بين التجربة التعليمية والتطبيق العملي لتجربة التواصل الاجتماعي....
إن شاء الله تعالي
في الحلقات التالية سوف نلقي الضوء علي ....
خصائص "طرق الأبواب" / الأهداف والآليات
الموحد
14/4/2015


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.