تجربتي عن التواصل الإجتماعي - منافسة نحو الذات

سمات القائم بالاتصال في بيئة التواصل الإجتماعي
تعتبر الفاعلية الناتجة عن قلة عدد القائمين بالتواصل مقارنة بحجم التأثير والإنتشار مع قدرة الأدوات التقليدية علي تحقيق نفس حجم الأثر والإنتشار, هي ميزة قصوي للعمل في بيئة صحافة المواطن وإستخدام أدواته, فمجموعة صغيرة من المجتمع قادرة علي إحداث أثرا مساويا تقريبا لأثر مؤسسة إعلامية كبيرة, وذلك من خلال تكامل أدواتهم ونشاطهم التواصلي المستمر والمنسق, فوحدة الرؤية والهدف التي تجمع القائمين بالاتصال في بيئة تفاعلية تختلف تماما عن رؤية وهدف القائمين بالاتصال في الإطار المؤسسي التقليدي.
كما أن إستمرارية إستخدام الادوات يرفع كفاءة تعامل المواطن من إستخدامها بشكل أكثر فاعلية من المستخدم لها صاحب الخلفية الإعلامية التقليدية, فالإستراتيجيات التسويقية المتبعة لكل أداة تختلف عن الأداة الأخري, ويتحرك المواطن الصحفي بين هذه الإستراتيجيات بمرونة كبيرة كما أنه يكتسب المزيد من الإستراتيجيات من خلال متابعة الحملات التسويقية الجديدة, ويجربها ويمارسها مباشرة, بينما لا يمتلك الصحفي صاحب الخلفية المؤسسية هذه المرونة في إتباع الإستراتيجيات التسويقية الجديدة والتبديل بينها والمزج ما بين الأدوات لتحقيق الهدف من الرسالة الإعلامية.
وتساعد السمات العمرية والشخصية المواطن الصحفي من التوغل الإجتماعي وخلق دوائر أكثر أتساعا لأفكاره بشكل أسهل من هؤلاء أصحاب الخلفية الصحفية الذين يستخدمون تلك الأدوات كمنصة لأفكارهم دون الانتباه للطبيعة الإجتماعية والتفاعلية لمجتمع التواصل الإجتماعي الحديث.
بنفس الشكل تؤثر السمات المعرفية والعلمية  والعمرية وما يصحبها منحرية التنقل والإستعدادية الدائمة بالأدوات كلها تتضافر لتعطي صفة المواطن العادي صفات المراسل والمحرر والمصور ورئيس التحرير لرسالته الإعلامية المتكاملة, بينما أن الصحفي الأكاديمي لا يمتاز بهذا الخليط وهو تخصصي بشكل يؤثر علي فاعليته في تحقيق تواصل مستمر وجذاب في عصر تدفق المعلومات.
التقييم الإقتصادي لعملية التدريب وتطوير المهارات للقائم بالاتصال المؤسسي مقابل عملية التدريب والتطوير في بيئة صحافة المواطن والمبنية علي التدريب الذاتي والمستمر تأتي في صالح البيئة الديناميكية لصحافة المواطن, حيث أنهم يتبادلون الخبرات ويتعاونون بشكل فعال لإستخدام كامل للأدوات في صالح المجموع, ويتنافسون فيما بينهم في إستخدام إستراتيجيات جديدة لنشر الفكرة, ويعد التفاعل الإيجابي مع منشوراتهم مصدرا للتباهي والفخر ومؤشرا علي نجاح إستراتيجياتهم الخاصة ومدي مهاراتهم في غستخدام تلك الأدوات.
كما أنهم يعتمدون علي الأدوات ذاتها في تطوير أدائهم ورفع كفائتهم بشكل مستمر ويومي, علي عكس الصحفي المؤسسي الذي يتلقي تدريبا مهنيا بشكل دوري, وأعبائه الوظيفية تمنعه من تكريث وقت أطول لعملية التدريب الذاتي المستمر.
إن روح المنافسة البينية التي تتخلل العمل في بيئة التواصل الإجتماعي هي دافع قوي ورئيس للظهور والإستمرار في التطوير والتحديث, وبالتالي زيادة إستخدام تلك الأدوات وتحسين أدائها.
 ويكون المعيار الأساسي في المنافسة هو مقدار التفاعل الإيجابي مع أفكار المرسل, وهو ما يعد نصرا صغيرا في عالم كبير ومتنامي, فتحقق المنافسة في هذه البيئة تلبية لمطلب إنساني رئيسي وهو إثبات الذات كمرحلة أولي وتقدير الذات كمرحلة ثانية, وهو الطموح الذي يجمع المستخدمون لتلك الأدوات.
فالمدون يعمل علي إحداث أثرا في محيطه الإجتماعي بإستخدام أدوات التواصل الإجتماعي, وقد يمتد أثره لمستوي عالمي, وهذا في إطار بحثه الحثيث عن موقعه في هذا العالم المتنامي, وتلك المطالب الإنسانية التي توفرها هذه الأدوات للعامل في بيئة صحافة المواطن تأتي علي قمة هرم الإحتياجات الإنسانية, وبالتالي فهي حافز قوي جدا, وشكلا جديدا وفعالا من المنافسة يتناسب والتطور العالمي الذي تشهده البشرية في مجالا الاتصالات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.