تجربتي عن التواصل اﻹجتماعي - دور التفاعلية

تشير التفاعلية كواحدة من خصائص أدوات اﻹتصال المعاصرة إلى قدرة الجمهور على التفاعل شبه الآني مع محتوي إليكتروني معين, بأشكال مختلفة من التفاعل كالتعليق على المنشورات أو الاعجاب بها أو إعادة توجيهها ونشرها وغيرها من الصور التفاعلية, كجزء من العملية الاتصالية الحديثة. 
ويستمد أي محتوي إليكتروني في بيئة الانترنت قوته وانتشاره من حجم التفاعل الجماهيري مع محتواه بإعادة النشر والتعليق عليه والإعجاب به والإشارة إليه وغيره من الأدوات التفاعلية. 
وبالتالي فيعتبر الجمهور نفسه مساعدا بتفاعله مع المنشورات في عملية الانتشار, وهنا نكتشف معضلة تقنية في تصميم أدوات الاتصال الحديثة, حيث ان التفاعل -بكل أشكاله- يساعد بشكل أو بآخر في انتشار الأفكار وتبادلها, بينما من المنطقي ان يكون هناك تباين بين تأثير التفاعل الايجابي والتفاعل السلبي على مستوى الانتشار. 
كما نجد قصور الأدوات التعبيرية الحالية (كالإعجاب أو عدم الاعجاب) في بيئة التواصل الاجتماعي بشكل خاص عن التعبير الدقيق بالمكمون النفسي للمستخدم, فحيث يمكن ان يعبر المستخدم عن عدم إعجابه بمحتوي معين, إلا أنه ﻻ يمكنه التعبير عن مسببات عدم الاعجاب إلا بمزيد من التفاعل مع المنشور "بالتعليق مثلا" وهو ما يدفع بالمنشور إلى مستوي جديد من الانتشار بدلا من تحجيمه لما يسببه من ضرر نفسي لجمهور محدد. كما ان تلك الأدوات التعبيرية لا توضح مواضع الاتفاق ومواضع الاختلاف, فقط يشير المستخدم بالقبول التام للمنشور او الرفض التام للمنشور, وبالتالي فالتفاعلية الاتصالية في بيئة الاعلام الجديد تضع المستخدمين وصناع المحتوي عند نقاط حادة من الاتفاق وعدم الاتفاق, ولا توجد وسائل واضحة - إلى الآن- لتقديم تقييم موضوعي للمحتوي الإعلامي يظهر مواضع التلاقي والاختلاف بين وجهات النظر المختلفة, وهو ما لا يتناسب وهدف الحوار الثقافي العالمي المنشود من تأسيس بيئة اتصالية جديدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.