الاكوان المتعددة ونظرية الاحتمالات

بسم الله الرحمن الرحيم
أصدقائي الاعزاء ....
هذه الرسالة مقدمة بشكل حصري لمقدم أو معد برنامج #الدحيح لمناقشة ما جاء في حلقة "يا محاسن الصدف" وما يخص فرضية الاكوان المتعددة تحديدا...
بالطبع هي رسالة منشورة للجميع, ولكن دعوتي إلي أي من أصدقائي ومتابعيني علي مدونة "انا وطني" ولهم القدرة علي التواصل مع فريق عمل البرنامج المذكور عاليه, بتمرير تلك الرسالة لهم إن إمكن....
وقبل المضي قدما ..... تفضلوا متابعي الكرام بقبول فائق الاحترام ....
السيد الفاضل مقدم برنامج "الدحيح"
تحية طيبة...
للصالح العلمي سوف اتجاهل كل ما هو غير موضوعي في محتوى حلقتكم "يا محاسن الصدف" وأنتقل مباشرة للموضوع الرئيسي للحلقة, والمتعلق بفرضية الاكوان المتعددة...
أتمني أن تكون مناقشة جادة حول فرضية "لا ترتقي لمستوى النظرية " ولكنها قد تحمل في طياتها رؤى عظيمة ومعرفة متطورة بالكون والادراك الانساني لهذا الكون.
        بداية أحب أن أطرح تساؤلا حول النطاق الحيزي للكون.....
هل لدينا أبعادا جغرافية للكون, بحيث إن إكتشفنا ما هو خارج هذا النطاق يكون إكتشافا عظيما وإثباتا لفرضية تعدد الأكوان ؟!!!
ولكني حقيقة لا يهمني ذلك الأمر كثيرا لأننا يمكن أن نفترض وجود أكوان اخري أصغر من كوننا وتندمج داخله بالكلية أو تتقاطع معه, فقد تكون الاكوان التي تفترضها الفرضية داخل ذرات الكون المعلوم ....
وبالتالي نحن بحاجة لتعريف يعلمنا ما يمكن أن نطلق عليه كونا, حتي يتسنى لنا أن نقول ذاك كونا يختلف بالكلية عن كوننا هذا.....
هل يوجد مثل هذا التعريف أو هذا التحديد المكاني للكون المعترف به أو الاكوان التي من المحتمل وجودها ؟!!!
إذا كان هناك إجابة عن تساؤلاتي السابقة أتمني موافاتي بالاجابة عنها ....
ولكنني سأترك لكم البحث والاجابة عن تلك التساؤلات لأني بالفعل لم أصل لإجابات واضحة عنها, وقد تساعدك مهاراتك البحثية الفائقة ومهاراتك في جمع المعلومات علي توفير إجابة علمية لها, ولكنني سأنتقل مباشرة لرؤيتي الخاصة عن هذه الفرضية العلمية الشيقة, والتي اشاركها معكم اليوم للمناقشة الجادة وإخصاب الخيال العلمي في أطره الفلسفية.
من وجهة نظري الشخصية والتي تختلف عن وجهة نظركم في أهم النتائج المرتبطة بالاكتشافات الكمية, هي الاعتراف بنظرية الاحتمالات, بينما تبنيتم في حلقتكم فرضية الاكوان المتعددة كأهم نتائج الاكتشافات الكمية والمحققة معمليا.
وعلي الرغم من الجهل العالمي بجوانب تلك الاكتشافات إلا أن المحقق منها يبشر بمستقبل مبهر للبشرية كجنس رائد في هذا الكون المعروف لدينا -علي الاقل حتى الان- .
ولكن لماذا أري في نظرية الاحتمالات ما يميزها كأهم نتائج للأكتشافات الكمية, ولا أعتبر فرضية الأكوان المتعددة هي الاهم ؟!!!
1- نظرية الاحتمالات هي نظرية علمية يمكن تطبيقها رياضيا وإحصائيا, ولها أدوات يعتمد عليها رياضيا ومنطقيا فيما يمكن إثباته أو نفيه, بينما الاكوان المتعددة هي فرضية - قد لا يتعارض ما هو معلوم لدينا مع تحقيقها - ولكنها تظل مجرد إحتمال يمكن قياسه من خلال نظرية الاحتمالات ذاتها, فلا يجوز لنا منطقيا إعتبار ما هو غير مثبت أكثر أهمية مما هو مثبت ومعلوم.
2- تأتي نظرية الاحتمالات في مقدمة النتائج التي أستخلصها العلماء مع ظهور النتائج المثبتة للنظرية الكمية, وهي تفسير للسلوك الكمي الغير مطابق للمتوقع بقوانين الفيزياء التقليدية, وأثار التفسير الاحتمالي للنظرية الكمومية جدلا علميا دفع "البرت أينشتاين" ذاته إلي التصريح برفضه لنظرية الاحتمالات, وعلي الرغم من ذلك أثبتت التجارب المعملية المنضبطة صحة نظرية الاحتمالات, وخطأ وجهة نظر "ألبرت أينشتاين" في رفضه لنظرية الاحتمالات كتفسير للنتائج المذهلة للكمية, بينما تعد فرضية الاكوان المتعددة حديثة نسبيا ولم تخضع لأي تحقيق علمي بشأنها, وما هي إلا رؤية شخصية للسيد "هوكينز" ولا يمكن ان تكون بأي شكل من الاشكال أهم ما نتج عن البحوث الكمية كما أوضحتم في حلقتكم.
3- إن القبول البشري لنظرية الاحتمالات يأتي من تصور مسبق عن "الإرادة والقدرة" للخالق لهذا الكون, وهو معلوم بتجارب حياتية خاضها الانسان منذ وجوده الحي, فلما يكون من الحتمي - من وجهة نظركم-  انه تسلب الحياة بالشنق, ويتكرر في البشر فشل عملية الشنق, حتى ان القانون الانساني والوضعي يرفض تكرار تجربة من لم يؤدي الشنق إلي موته, يعد ذلك إعترافا بشريا "بالارادة والقدرة " اللامتناهية للخالق, وهو إثبات يتكرر يوميا بسقوط لوح زجاج دون ان يتكسر او نجاة شخص من موت محقق في سقوط طائرة..... وهكذا
وبالتالي وتبعا لنظرية الاحتمالات فإن الكون منضبطا بإرادة وليس بالقوانين الفيزيائية, وهو ما رفضه "ألبرت أينشتاين" أن يكون حقيقيا في عالم الفيزياء.
وبناء علي ما هو مثبت من صحة نظرية الاحتمالات, فالارادة والقدرة هي ما تمسك الكون أن يزول, وليس القوانين الفيزيائية التي بتغيرها - وهو ما يتكرر كثيرا كما أشرنا سلفا - يبقي الكون مستقرا.
وبالتالي فتفسير نظرية الاحتمالات للنظرية الكمية هو ان الكون الواحد المعلوم لدينا يمكن ان يتحقق فيه ومن خلاله تبدل لا نهائي في الاحتمالات ما ينتج عنه تغيرا ملموسا في الواقع دون زوال هذا الكون, والذي كان مفترض له ان يزول بتغير اي ثابت من ثوابتنا الرياضية والفيزيائية.
بينما افترضت فرضية الاكوان المتعددة - خروجا من تفسير القدرة والارادة - انه هناك عددا لا نهائيا من الاكوان وان الصدفة هي ما جعلت هذا الكون مناسبا لوجودنا, هنا وإن كان كما اشرت سلفا انه لا يوجد في حدود علمنا ما يمنع تحقق تلك الفرضية, إلا ان تلك الفرضية لا تفسر وجود هذا الخرق المتكرر للثوابت المنطقية في عالمنا المنظور والكمي علي حد سواء, بل أكتفت بإرجاء هذه الملاحظات المرصودة حياتيا ومعمليا إلي الصدفة.
بالطبع تعلم ان قانون الصدفة غير معتمد من قبل البشر, والا ما شهدنا هذا التطور في واحدا من المجالات العلمية, لا سيما مجال البحث الجنائي, فهناك إعتقاد راسخ لدي البشر يقارب الحقيقة ذاتها انه ما من فعل إلا من خلال فاعل, ولو كان البشر يعتبرون قانون الصدفة حقيقة لاعتمدوه في مناهجهم العلمية وتحقيقاتهم الجنائية والفنية.
وبالتالي الفرضية التي تعتمد علي تفسير الافعال بالصدفة غير مقبولة لدي جموع البشر الخواص منهم والعوام, وهي محجمة للتطور الانساني وغير دافعة لأي تقدم علمي يذكر.....
في المقال التالي بإذن الله ....
سأعمل هلي تفنيد الاحتمالات لفرضية الاكوان المتعددة لتحديد ما إذا كان هناك إحتمالا مقبولا علميا ومنطقيا لوجود أكوان متعددة من عدمه, ومحاولة الوقوف علي نسبة هذا الاحتمال, عسى ان تكون بداية لرحلة بحثية لإكتشاف ما يسمي كونا آخر....
أنتظرونا .....
وتحياتي لكم جميعا....
#الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.