إحنا مصر - الدلتا الجديدة

يعتبر مشروع الدلتا الجديدة من وجهة نظري الشخصية , من أهم المشروعات القومية التي عملت الدولة علي تحقيقها ما بعد الثورة….
وبدون سياق مسببات إعتقادي بأهمية المشروع, سأنطلق مباشرة نحو تحديات المشروع وتخوفاتي الشخصية عسى ان يوفقنا الله تعالى في مسعانا بنجاح هذا المشروع العملاق….
يختلف هذا المشروع عن أي رؤية أو أمل شعبي  في زراعة الصحراء,  لان موقع المشروع بالفعل كان مصدرا هاما من مصادر الغذاء العالمي والاثار البيلوجية دالة علي ذلك بما لا يدع مجالا للشك في إمكانيات هذا الموقع علي إستضافة هذا المشروع….
ولكن التحديات التي تواجهها المنطقة هي تحديات بيئية غاية في الصعوبة, وبالتالي فالمشروع هو من مشروعات إعادة الاعمار للنظم الحيوية, والتي تتطلب نوعية معينة من التخطيط والادارة, والمعتمدة بشكل شبه كلي لمبادئ التنمية المستدامة.
وبالتالي فأولي ملاحظاتي وتخوفاتي هو إيكال الامر لمجموعات تدير هذه المنظومة من خلال مبادئ الادارة الشاملة او المتكاملة, وبالتالي تأخر أو فشل في تحقيق بعض او كل أهداف المشروع.
وتكون لدي هذا الرأي من خلال الزيارة الميدانية لأحد المواقع الهامة علي خريطة المشروع وهي منطقة المغرة….
والتي فيها يتضح بشكل واضح مساوئ نماذج الادارة الشاملة والمتكاملة علي إمكانيات تحقيق الاهداف….
النقطة الثانية او الملاحظة الثانية انه يبدو من السنوات الثلاث الماضية والتي تم قضائها في ترسيخ لبنية تحتية قوية, مدي إلتزام الدولة المصرية بمخططاتها الزمنية وجدية إدارتها للموارد المتاحة للمشروع….
ولكن دائما ما تطرأ تطورات هامة علي المخططات الاساسية نتيجة للبحوث المستمرة في هذا المجال, تدفع الادارة الحكومية لضرورة تبني مخططات إستراتيجية مرنة, تسمح بمواكبة التغيرات المستمرة في المجالات محل الاهتمام.
إن المرحلة القادمة تتطلب بالفعل إدارة تشغيلية محترفة وقادرة علي تحقيق مستويات مرتفعة من الاداء, ولكن طبيعة المشروع تتطلب وجود إدارة إستراتيجية علي مستويات مختلفة من المسؤولية, تمتلك تلك الادارة القدرة علي جمع وتحليل البيانات بسرعة وكفاءة لضمان سير المشروع وفقا للرؤية الاساسية, وعدم الانجراف خلف العملية التشغيلية تحدياتها أو مكتساباتها القادرة علي تغيير الوجهة المستقبلية للمشروع في حال غياب الادارة الاستراتيجية في هذه المرحلة تحديدا.
كما أعتقد ان هناك ضرورة لإستخدام عناصر بشرية بمواصفات خاصة في المجالات المرتبطة بالمرحلة الحالية, واتمني ان تكون العناصر البشرية صاحبة المواهب تمتلك بعض الادوات الاشرافية والرقابية عالية المستوي, كما أتمني ان يكونوا من أصحاب الرؤى وقادتها الميدانيين....
في نهاية هذا المقال ....
اتمني من الله تعالى ان ينعم علينا جميعا بنجاح هذا المشروع, والذي أتوقع أن يكون مردوده الاقتصادي والاجتماعي والبيئي دافعا للإقتصاد الوطني والقومي بشكل غير مسبوق....
نفعنا الله وإياكم
ووفقنا ووفقكم لما فيه عير البلاد والعباد
#الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.