أنا : موقف

 عالم مليئ بالتحيزات....

مهما حاربت الانظمة والقوانين التحيز, تجدها دفينة داخل الانظمة والقوانين وحتي الاوراق الرسمية في افضل الانظمة تبني لمفاهيم الحرية واشدها في درجات المساواة....

ولكن ليست مشكلتي الشخصية مع التحيز مشكلة عاطفية للميل نحو التسامح والمساواة من منظور رومانسي للواقع...

لطالما اعتقدت انه مهما تكاتفنا وحاربنا اختلافاتنا فلن نستطيع القضاء علي ذلك الشعور الذي أوصفه بالتحيز....

انه فطرة في العقل البشري إذ ان النسان يبدا التحيز بالتحيز نحو أفكاره ورفض سواها....

حتى وإن تخطي تلك النظرة المتعالية لذاته فإنه سيواجه بتحيز نحو أي ثابت لديه ديني او اجتماعي او علمي ..... او اي شكل من اشكال الثوابت التي يتشبث بها البشر في عالم متموج....

إن مشكلتي في التحيز ان المجتمع يفرض علي الاشخاص غير المتحيزين ان ينحازوا ويتخذوا اتجاها او يلعنوا بالنبوذ والتحييد والتنحي....

أيها السادة أنكم تخسرون نوعا من انواع البشرية بعنصريتكم الفائقة الموجهة ضد أصحاب العدالة والانصاف فيكم....

نحن نحاول قدر المستطاع قبول التنوع وعدم اتخاذ مواقف لا تشكل ثوابت بقدر ما يعتقدها أصحابها...

نحن نؤمن بالديناميكية واهمية الاختلاف لنجاح المجتمع....

لا يمكن بالنسبة لنا توقع فوز فريق من 11 هدافا.....

ولا يمكن تحقيق نصر في معركة كل جيوشها ميمنة....

لا تجعلوا من مجتمعنا مجتمعا مصابا نتيجة لفقده عناصر قوته....

المنصفين فيكم يجب ان يكونوا مبجلين, وتحيزاتكم لا تفرضوها عليهم....

ما تراه إيجابيا أو سلبيا هو حكمك الشخصي ولا ينعكس إطلاقا علي مجتمع خلقه الله بهذا التنوع....

وبالتالي فالحياد والانصاف هو موقف في حد ذاته...
ومن منظوري الشخصي الذي لا أفرضه علي أحد, أعتقده هو الموقف الاكثر إستراتيجية علي الاطلاق....

#الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.