المطبخ السياسي - ثوار الإسكندرية 0005

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أحب أن أهنئ أهالي الشهداء الأبرار علي الثأر الذي حققه أبنائهم لمقتل إخوانهم.
فأبنائكم هم المصريين جميعاً وإن كنتم فقدتم إبناً فأبنائكم البالغين ثمانين مليون أبناً يثأر لمقتلهم حتي تقر أعينهم وأعينكم.
وأحب هنا أن أشير إلي أن مصابكم مصاب كل المصريين.
وأقسم بالله وبأسميه المعز والمزل أن أرواح أبنائكم أعزتنا جميعا وزلت أرجل قاتليهم إلي نار وقودها الناس والحجارة
فأرفعوا رؤسكم وجففوا الدمع , فاليوم ترتسم إبتسامتهم في جنان النعيم وكلنا نأمل أن نكون معهم في هذه المكانة العظيمة
وأعلموا أن دمائهم تكتب كلمة الحرية علي أرض مصر والوطن العربي من المحيط للخليج, وأعلموا أن تاريخ مصر والعالم سيحفظ أسمائهم إلي الأبد رمزاً خالداً لكل معاني الشرف والإباء.
وعند الله الجزاء الأعظم ليجمعهم مع الأنبياء والصدقيين في رياض النعيم.
رجال مصر الأوفياء ..... اليوم قدم المواطن المصري شهداءه من أجل الحرية ....
الحرية من قيود الظلم ....
الحرية من قمع الفكر والرأي....
الحرية من براثن الغرب التي تخرب كل ما هو أصيل في نفوسنا...
شهدائنا اليوم لم يموتوا في معركة مع المحتل الغاصب للأرض, ولكنهم قتلوا بأيدينا للحفاظ علي نظام مستبد وفاسد.
كيف للقاتل أن تغفو عينيه بعد ما أحدثه من خراب للبلاد , و ظلم في نفوس العباد ؟
ولكني أبشر كل المصريين بغد أفضل, فلن يأتي من يحني رؤوس أبنائهم, ولن نسمح له بذلك
وأعلموا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وأن الظلم ظلمات تعمي الظالم عن رؤية أنوار الحرية.
فبعد نور الحرية الذي وهبه لنا شهدائنا لن نعيش في ظلام الظلم من جديد.
ولكي نكمل طريقنا نحو الحرية سنعمل جاهدين علي تكوين مؤسسات مدنية حقيقية تعمل علي إرساء المبادئ العربية الأصيلة في نفوسنا ونفوس أبنائنا, لنرسخ ذكري الثورة الأصيلة في يوميات المواطن المصري.
ففي كل شوارع مصر سنكون مؤسسات مدنية تعمل من أجل مساعدة المواطن علي تحقيق الذات بالشكل السليم والمتوافق مع روح ثورتنا الشعبية العظيمة.
إنني وأنا معكم هنا اليوم , أتذكر حواراً دار بيني وبين أحد المؤييدين لخطاب الرئيس السابق بالإستمرار في الحكم إلي نهاية دورته.
فبعد الإثناء علي مجهود الشباب , وثورة الشباب , وأحلام الشباب كانت عقلانيته تشير إلي ضرورة الإبقاء علي الأوضاع كما هي , وإن مطالب الشباب ستتحقق مع الوقت.
ولكني أشرت إليه
أننا في هذه اللحظة نشهد طور التحول , فشباب الأمس هم رجال اليوم وغداً
وأهم ثمة من سمات الرجال الحقيقيون أنهم لن يرجعوا في كلمة خرجت من أفواههم
واليوم ونحن نجني ثمار ثورتنا
ونحن في طريقنا نحو التحول الكامل إلي الرجولة الحقيقية
يجب علينا جميعاً أن نعلم أن الرجولة تتطلب قدراً كبيراً من المسؤولية
الرجولة تتطلب قدراً كبيراً من الألتزام
والرجولة تتطلب أيضا قدرا كبيرا من الصدق والشرف والكرامة وقبل كل ذلك
فالرجولة الحقيقية تتطلب الأمانة مع الله
والصدق مع النفس
والإخلاص لمبادئ ثورتنا الشعبية العظيمة
يا رجال مصر
أفخر حقيقة بالانتماء لهذا الجيل الشجاع
وأتمني أن يظل هذا الشرف تاجا لامعا فوق رؤسنا ونحن نعمل بجد من أجل هذا الوطن الذي قدمنا إليه دماء أبنائنا وأخواننا من أجل تحريره.
فالنقسم بالله وبدماء الشهداء علي ألا نخون تلك الأمانة في أعناقنا
وأن نعلوا فوق إحتياجتنا لتلبية إحتياجات أمتنا
والله المستعان والموفق لكل جاد في هذا الطريق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.