لخصت لك ... "سر تأخر العرب والمسلمين"

لخصت لك كتاب الشيخ "محمد الغزالي" "سر تأخر العرب والمسلمين" في طبعته الثانية عشر من القاهرة عام 2012.
بعد أن نفي عقليا عن الاسلام شبهة التشرذم ونسبها للمسلمين انفسهم, وضع هدفا له وهو تتبع أثار انهيار دولة الاسلام الموحدة.
وقبل الشروع في تلك الرحلة أشار إلي أن من طبيعة الكون ان يبوء المفسدين بالفشل, وما طبيعة الانهيار الاسلامي إلي فشلا يطول كافة المفسدين في ربوعنا العربية.
وحث الناس علي الاجتهاد في توضيح وشرح "سنن الله في الأمم" للاعتبار بها.
وجعل العالم بأحوال الأمم وسبب اندثارها وسنن الله الكونية في نصر عباد علي عباد وازدهار شعب علي شعب صاحب تسعة أعشار العلم, وهو علم مطلوب لذاته.
وقوم بداية الانهيار بنهاية الخلافة الراشدة وبداية حكم الأسر الإسلامية, والتي تفاضل بين طبقة وطبقة, وتفاضل بين شعب وشعب.
وملامح بداية الانهيار هي اهتمام الدولة بالمادحين والدجالين ووقف أعمال الدعوة وتجاهل الأكفاء لصالح الأقرباء.
عمدت تلك الحياة علي ترسيخ عدد كبير من المفاهيم القاتلة في حياة الناس ليعتقدوا فيها.
وسيطرت الأسر الحاكمة علي مال الدولة تنفقه حيث تري دون رقيب.
والمحاباة وصلت مداها عندما عصفت تدمر طاقات وكفاءات الوطن التي لا تلاقي هوى السلطان.
وهذه هي البيئة التي ساعدت في استرجاع وساوس العروبة ويعود العرب لسيرتهم الجاهلية, وهم ليسوا بالشيء المذكور الآن.
تنقيبا عن مواضع الخلل المجتمعي بدأ ببحث العلاقة بين المكونات الأولية للمجتمع, وهي العلاقة بين الرجل والمرأة, ويجدها لبنة المجتمع التي يجب إصلاحها مما حل بها من عطب ناجم عن تشويه صورة المرأة المسلمة وتصويرها بالمقهورة الجاهلة الضعيفة وتشويه الرجل المسلم وتصويره بالعنصري المتخلف المتسلط وذلك بشكل ممنهج, وزرع هذه الصورة المشوهة داخل إطار ديني ملوث يقدم للمسلمين أنفسهم, وهذا ما يعتقده معيق للإسلام ويضعف أثره علي المرء المسلم.
وينصح بنقض التعاليم الإسلامية المحددة للعلاقة بين الرجل والمرأة وتنقيحها من الدخيل, ومن ثم إعادة بناء المجتمع بلبنة صالح لإقامة الصرح الإسلامي, وهدد من ان الإسلام يراد له أن يهدم باسم الإسلام.
** هناك مقتبس غاية في الأهمية في الصفحة 28 لكاتب سوداني يدعي "المودودي" تحت عنوان "الانقلاب الإسلامي" يجب قراءته كاملا.

روح اليأس والهزيمة المستقرة داخل النفوس العربية هي العائق الأكبر نحو كسر دائرة الفشل الإداري داخل الدول العربية.
وأوضح أن واحدة من أهم مظاهر الفشل الإداري للدول العربية والإسلامية هي الاهتمام بالعلم الوافد مقابل تقليل قيمة العلم الوطني, والمضي قدما في استيراد العلوم من الغرب دون الاعتناء بوضعها داخل بناء إداري قوي يحفظها وينميها, وهو ما يجعل العلم غير قادر علي القيام بدوره ومحصورا في دائرة مغلقة لا يحتويها الوطن.
** هناك مقتبس غاية في الأهمية من الصفحة 44 للصفحة 50 لمحاضر يدعي "جارودي" تحت عنوان "الإسلام وأزمة الغرب" يجب قراءته كاملا.
وأشار ايضا إلي أن أهم مظاهر الفشل في المؤسسة الدينية الإسلامية والقائمين عليها التعالي في الحق والتقاتل الفكري ونبذ تيار وتبني تيار ليخرج التنوع من حكمة الرحمة إلي بشاعة التكفير, ويساعد هذا السلوك أعداء الأمة التي تشجع ظهور الوجه الأسود للخلاف الإسلامي عوضا عن الوجه الأبيض للسماحة الإسلامية.
وهو بهذا يري أن مئات السنون كافية لإخفاء الإسلام الحقيقي خلف ستار من المعارك والمشادات الكلامية حول الدين ذاته, وبذلك فالإسلام كما نتوقعه لا يعرفه الكثيرون, والإسلام الذي يعرفه أغلب المسلمين ينحصر بين الظن والتمني.
ويشترط لإعادة الإسلام الحقيقي إلي السطح من جديد ان يتحلى الفرد بحد معرفي أدني من الثقافة الدينية متمثلة في خشية الله ورجاء الله والصبر والشكر وتوفير الأسباب وحب الله وذكر الله والتوبة ; هذا من جانب الفرد, اما من جانب الدولة فعليها ان تعتني بجودة الإدارة واختيار الأكفأ والعمل علي ترسيخ العلم والأخذ بأسباب التفوق.
اكد علي ان الصليبية هي العدو الحقيقي دائم التهديد, والصراع السياسي تفوق فيه بالعلم الدول الغربية, في الوقت التي انشغلت فيه الدول الإسلامية في مد القمع علي الشعوب لفرض النفوذ.
كما أكد علي حاجة الأمة لعلماء يطلق عليهم "علماء بحور" وكل إليهم مهام محددة في ترسيخ الحد المعرفي الأدنى لأفراد المجتمع والدعوة الإسلامية وخطاب الحضارات العلمي والأدبي والأخلاقي.
أشار إلي جريمة تمارس ضد ابناء الوطن منذ فترة طويلة بنشر الإلحاد في الدول الإسلامية من خلال المنظومة التعليمية, والخطر الأكبر ان الإلحاد بدأ ينتشر من خلال المنظومة الإعلامية وعلماء المسلمين أنفسهم يساعدون في نشر ذلك بافترائهم علي الله بالكذب أحيانا, وبجهل أحيانا أخري.
ولكنه ينظر إلي الإلحاد كمشكلة إنسانية وليست قومية أو دينية, والمعني الوحيد بإزاحة هذا الخطر عن عقول الكون هو المسلمين, وهذه هي الأمانة التي يجدر علي المسلمين حملها, والعمل علي إتمام رسالتهم ليلقوا الله علي ما وعدوه.
وما وصول الخطر إلي ديار المسلمين إلا إشارة عن مدي تقاعس المسلمين في إتمام رسالتهم العالمية الإنسانية.
أوضح الثمن الباهظ الذي يدفعه المسلمين جراء الغفلة متمثلا في مشكلات المسلمين علي الثغور الإسلامية المرابطة, واصفا اندحار الفرنسيون عن الجزائر بانتصار دولة الإسلام علي صورة جديدة من صور الهجمات الصليبية – هذا بالطبع يرجع لزمن الكتاب ويمكن إضافة صفحات جديدة لهذه المعاناة- .
ثم عمد إلي شحذ الهمم واستنفار الضمير الإسلامي بأكثر من استشهاد عقلي ونقلي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.