وحدة الأرض- من النوع إلي الحياة "سلسلة المستقبل"



1- الاتصالات "الدرع البشري"
ينقسم البشر حول ثورة الاتصالات بين مناصر لتطوير هذه المنظومة, ومتوجس من تطور إمكاناتها وسيطرتها علي الحياة البشرية ذاتها.
ولكن, لماذا هذا الاهتمام العالمي بالاتصالات؟
مع العلم بأن مؤشرات الاهتمام العالمي بالاتصالات لا يظهر فقط من حجم الاستثمارات والبحوث والمشروعات العالمية في مجالات الاتصالات, لتكون المجال الانساني الاكبر في اجتذاب الاستثمارات العالمية العملاقة, ولكنها تتخطي ذلك لتكون منظومة الشراكة العالمية الأكبر من حيث الجنس البشري, سواء من مستخدميها او مطوريها, فالجنس البشري الآن علي تواصل كامل واتصال مباشر مع ذاته من خلال الأدوات التكنولجية.
للإجابة علي هذا السؤال بشكل موضوعي, يجب علينا الرجوع قبيل تأسيس النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.
كانت المجتمعات الانسانية المتكونة من مرحلة النمو الطبيعي للمجتمع البشري من مرحلة الفرد إلي مرحلة المجتمع تفتقد الاتصال مع بعضها البعض بشكل يجعل النظرة إلي البشرية كجسد واحد لم تكتمل بشكل نهائي, وبالتالي لم يكن الوعي البشري بمخاطر الصراع مكتمل التشكيل, وبالتالي فالبشرية في تلك المرحلة كانت قادرة تماما وخاصة مع استخدام القدرات البشرية المكتسبة في المرحلة الأولي في القضاء التام علي مجتمعات كاملة بل والقضاء علي البشرية ذاتها كنتيجة للتباين الثقافي بين المجتمعات, وحب السيادة, وبقية الأثار النفسية المتبقية داخل الإنسان من مراحل التطور الأولي والأثار الإجتماعية المتبقية داخل المجتمع من مرحلة التطور الثانية.
ويطرح هنا سؤال نفسه ...
ماذا تعني عبارة "الوعي البشري بمخاطر الصراع" ؟
إن المجتمعات التي هي من أصل واحد هي المجتمعات الوحيدة القادرة علي تكوين جيوش, وذلك إنطلاقا من تساوي القيمة النسبية لأعضاء المجموعة, فجميعهم أبناء وطن واحد ومجتمع واحد.
فيجوز منطقيا التضحية بواحد في سبيل حماية اثنين من أبناء الوطن, وبالتالي فثلث المجتمع هي القيمة الاقصي للتضحية المجتمعية التي تحافظ علي المجتمع, وبدون معلومات دقيقة وتواصل بين الجنس البشري علي نطاق واسع, فكان  الجنس البشري مهدد بالفناء التام نتيجة لانعدام الوعي البشري بمخاطر الصراع.
ولكن تمت مرحلة انتقال الانسان من المجتمع إلي النوع بحمد الله في اللحظات الأخيرة, وبدأ البشر في الشروع لوضع الدرع الأهم للبشرية من تكرار هذه المأساة التاريخية ألا وهي منظومة الاتصالات, التي تجعل البشر علي وعي دائم بمخاطر الصراعات البشرية, وتحفز لدي البشر الشعور الدائم بحب البقاء.
وبين إدارة الصراعات وإدارة الأرض والفضاء لصالح الجنس البشري, يمارس النظام القائم مهته الرئيسية في حماية الجنس البشري من ذاته, ويتم مركزيا النظر للكون علي أننا الجنس الرائد المعني تماما بأداء مهمة إعماره.
ولكن ....
هل سيستمر البشر في تقبل التهديد الدائم بالصراعات مع ان العالم كله متوحد حول إدارة مركزية عالمية واحدة؟
هل سيستمر البشر متغافلين الدور المنوط لهم في اعمار الأرض والجري وراء الصراعات والتربح منها؟
في الحقيقة لن يستمر....
فدائما هناك يوما للحساب...
سيأتي اليوم الذي تتمكن فيه المنظومة العالمية الجديدة من متابعة كافة سكان الأرض في قواعد بياناتها....
وتتعرف بكل دقة عمن هو مفيد للجنس البشري ومن هو مفسد ليتربح من الصراع البشري....
وسيشن الجنس البشري حربه الأخيرة....
حربا ضد الفساد...
فيفوض البشر حكامهم في استخدام كامل طاقتهم للقضاء علي الفساد بشكل نزيه وغير مقاوم...
مهما كلف البشرية هذا الأمر....
ستكون التضحية الأخيرة....
ستكون هذه الحرب هي حروب الجيل الخامس, او الهجوم المرتد في الجيل الرابع من الحروب ....
الانقلاب العظيم...
هذه الحرب هي التي ستكون ممهدة للإنتقال الحضاري القادم للجنس البشري....
من النوع "الحاضر" إلي الحياة "المستقبل"
سنحافظ سويا علي المكتسبات البشرية في منظومة عالمية راعية للبقاء البشري....
سنحافظ سويا علي المكتسبات البشرية في التقدم والعلوم والاتصال....
سيعم السلام ولن نخوض حروبا مرة أخري...
ستزيد المنظومة الجديدة من الوعي  البشري بحقيقة الحياة وتفعيل دوره في عمارة الكون...
لن يتحقق أي شئ من هذه المطالب البشرية, إلا بعد القضاء علي الفساد الأخير المترسب من المراحل البشرية الإنتقالية الثلاث السابقة "الفرد - المجتمع - النوع"...
ألا وهو "الجشع"......

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.