وحدة الأرض - من النوع إلي الحياة "سلسلة المستقبل"



2- المدن - إدراك الذات
لماذا لا ينتشر البشر بشكل أوسع في الأرض؟
أدرك الإنسان في بداية مرحلة المجتمع القدرة المدمرة للجموع وخاصة علي البيئة وعلي المجتمع ذاته, ولزوم إدارة الموارد لحماية الأرض التي تجمعنا جميعا ونتشاركها الآن ونحفظ مستقبلها.
وهو ما تطلب إدراك الذات وقدراتها علي إدارة هذه المنظومة بكفاءة وفاعلية, تحافظ علي التوسع البشري مع الحد الأدنى للأثر البشري علي البيئة.
فالمدن هي دليل علي إدراك البشرية لذاتها والشروع في إدارة أثرها كالذي يعتني بحديقته الخلفية بشكل دوري.
فيتوسع ويتحدي طاقاته في أقل مساحة ممكنة, مستخدما مهاراته المكتسبة فرديا لتخطيط هذه الحياة, واستخدام مهارات العمل كفريق لتنفيذ هذه المخططات بشكل دقيق وعملاق.
ولكن من أين يتعلم الإنسان الوسائل الممكنة لإدراك الذات والمحيط البيئي والأفكار القادرة علي استغلال هذا المحيط البيئي بشكل كفء؟
في الحقيقة تعتبر الكائنات المشتركة معنا علي الأرض هي المصدر الأساسي للتعلم, وذلك لقدرة الإنسان علي التعلم من الملاحظة واستخراج النتائج وتطويع النتائج في نظريات مرنة وقوالب تطبيقية تحقق الهدف من النظريات بأشكال متعددة ونتائج دقيقة.
ولكن المدن تجعل المدرسة والجامعة هي مصدر التعلم, فينفصل الواقع عن التطبيق, ويكون المتعلم ليس هو الشخص الذي يحقق العلم, بل يعلمه بشكل خبري في معظم الأحوال, فنحن نتواصل مع العلم ولا نمارسه إلا قليلا.
المصدر الحقيقي للعلم هو الطبيعة, وما المدارس إلا جهات إعلامية ترفع من المحتوي المعرفي البشري وإدارته وتوجيهه نحو أهداف قد ترسمها الإدارة العالمية المركزية.
ولإتمام التحول البشري من مرحلة النوع إلي مرحلة الحياة, يجب أن تكون الحياة نفسها هي الشغل الشاغل للجنس البشري في غالبه وليس بعضه.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.