الأيدلوجية الإنفصالية - تداول الخلافة

وتلك الأيام نداولها بين الناس...
أتت علي الأرض أمم لازلنا إلي اليوم نكتشف منها المزيد...
فحقبة أسفل حقبة تتشكل طبقات الأرض....
فالتاريخ البشري نفسه مكون رئيسي من جيولوجيا الأرض, ولازال الخلفاء لا يعلمون من خلفوا!!!!
-----------------------------------------------
بعد السبي البابلي لمملكة داود, جلس الأحبار يدونون ويتدارسون كيف أن قوم الله المختار تكون عاقبتهم مثل هذا المصير, وجاء هذا التدارس بنتيجة هامة جدا للتاريخ الإنساني, حيث تم تدوين العهد القديم في هذه الحقبة, وأظهر هذا الكتاب الأخطاء التي أرتكبها اليهود في حق عهدهم مع الله, فمنهم من قتل ومنهم من زني وهكذا خانوا عهد الله فجاءت النتيجة الحتمية لهذه الخيانة بالسبي وإنهيار مملكة داود.
كذلك جاءت بتوصيات حسنت من سلوكيات اليهود, فأوصت بالرجوع لعهد الله والإلتزام بمكارم الأخلاق كمنهجية أكيدة لإستعادة مكانتهم, وبغض النظر عن سيطرة فصيل محدد علي مقدرات بني إسرائيل أو ما يرتكبه البعض منهم من مساوئ للدين اليهودي والجنس البشري اليوم, إلا أنهم يعون تماما عاقبة الأفعال السيئة علي مصير مملكتهم التي يسعون لتأسيسها.
وما هذه القصة إلا تكرارا لتاريخ إنساني كامل....
وحيث اليوم تعاني أمم كثيرة من الإنهيار وإستخلاف أمم غيرهم كسنة من سنن الله في الأرض, فما أحوج المسلمين اليوم لتدارس مواقفهم وآرائهم وتاريخهم لمعرفة مواطن القوة وأسباب الضعف, عسي أن يرجعوا لعهد الله ويمن عليهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
------------------------------------------
هل البشرية اليوم لديها إستعداد لإنتقالها لمرحلة حضارية جديدة؟
إن كانت أنماط الحياة علي الأرض اليوم جيدة بما يكفي للبعض, فهي بعيدة كل البعد عن مستويات الرضا لكثير من البشر, وهذا إما لعدم تساوي الفرص, وصولا لإختلاف قيمة الإنسان من مكان لمكان...
ولكن و الأهم من ذلك هو ضرورة صناعة المستقبل الملائم للبشرية بشكل تستمر فيه منظومة الكون في المضي قدما, فمن إنسان الكهف وإلي اليوم يتقدم الإنسان دون توقف لغاية الإعمار متداولا في هذا المسار سلطة الخلافة من جيل لجيل, ومن حضارة لحضارة...
ولهذا يجب أن نتدارس جميعا كيف كان تداول الخلافة دائما بإنهيار حضارات وقيام حضارات بديلة, وكم كلف ذلك الإنتقال الغير سلمي للسلطة الإنسان الكثير...
ويجب علينا أن نتسائل عن آليات موضوعية لتداول السلطة وإستمرار الحياة, ووضع سيناريوهات وسيناريوهات بديلة تمكن من حدوث هذا الإنتقال الحضاري سلميا, وتقبله إنسانيا كسنة من سنن الكون.
لابد أن العقائد الدينية السماوية تساعد في تفهم مثل هذه الحقائق, لأنها تحتوي في تعاليمها السامية مسببات وضرورات هذا الإستبدال, وكيفية التعامل معه والتعاطي معه بشكل إيجابي, ولكن وللأسف الشديد عدم الإعتراف بالخالق أو الإختلاف الديني لدي أصحاب الديانات الغير سماوية لا يساعدهم في هذا التفهم, فالمادية والمنفعة وغيرها من الأفكار البشرية الغير حكيمة, جعلت البشرية تصل لضرورة الصدام من أجل الحصول علي الأرض والموارد, وقتل الناس وتدمير البشرة سبل من سبل الإنتصار في هذا الصراع, وأي إختلاف حول تلك النتائج قد يؤدي لتدمير كامل الأرض....
ليس مرة واحدة....
بل عددة مرات....
هذا أمر خطير للغاية, فحتي اليوم يجب علي الإنسان أن يرضخ, حتي إن كانت الرؤية خاطئة والمسار غير صحيح....
عليه أن يرضخ....
وإلا...
فلا غدا ....
وإن كان هناك غدا....
فلن يكون كاليوم....
كيف للإنسان أن يتعامل مع واقع كهذا؟
وكيف ننتقل لغد أفضل إن كانت الرؤية للمستقبل يجب أن تأتي من طرف واحد....
إعلموا أيها السادة.....
إن كانت الأيدلوجية الإنفصالية و المقترحة  أمامكم اليوم موحدة لكامل الرؤي الإنسانية نحو مستقبل تتداول فيه خلافة الإنسان....
فإنها إنفصالية من حيث أنها تستبدل تعريف "الدول المتقدمة والنامية" بتعريف "الدول المحورية"....
وبالتالي فالدول المحورية "هي دولة مؤثرة إقليميا في أحد قطاعات الحياة, وهو ما يمكنها من تعاظم قدراتها دوليا"
وبالتالي فسيكون لكافة أطراف الأرض القدرة علي التنامي من خلال تبؤها موقع محوري إقليمي فعالمي في أحد قطاعات الحياة....
وبالتالي فمن خلال المحورية الجغرافية والمحورية القومية وغيرها من الاتجاهات التي يمكن للدولة فيها تبؤ موقعها المحوري, تتكافي الفرص لتنامي وتعاظم الدول....
ومع تكافي فرص التنامي المتساوية لجميع الدول, يأتي الإستخلاف بشكل طبيعي ودون صدام, وحتي دون إستشعار بذلك....
مثال تطبيقي....
دولة "س"
اليوم هي دولة إفريقية نامية في ظل الأيدلوجية الرأسمالية.....
غدا, وفي ظل الأيدلوجية الإنفصالية, ستكون دولة محورية في المجال الصحي الأفريقي, ونتيجة لوجود مشكلات صحية كثيرة في أفريقية, تتطور قدراتها وخدماتها الصحية لدول الجوار, فتكون قدراتها ومواردها العلمية في المجال الطبي متنامية ومتعاظمة حتي تستطيع الوصول لسوق عالمي....
ودولة أخري "ص" نامية في أمريكا اللاتينية في ظل الأيدلوحية الرأسمالية....
بتطبيق الأيدلوجية الإنفصالية تكون دولة محورية في مجال النقل والمواصلات, وتتنامي قدراتها وتتعاظم حتي تصل لمستوي عالمي ومنافس في هذا القطاع....
وبالتالي....
فتهدف الأيدلوجية الإنفصالية لتبديل مصطلح "الدول العظمي والدول النامية", ليكون "دول محورية"....
ليتم الإنفصال بناءا علي القطاع المحوري للدولة, ويتم التوحد الإقليمي حول مخططات التنمية, وبالتالي التوحد العالمي حول عمليات بناء متكاملة.
----------------------------------------------------

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.