يوم العقاب

نتيجة لوجود إحساس دفين لدي البعض بأن كل ما تحققه البشرية من مفاسد علي مستوي الطبيعة سيأتي اليوم لدفع فواتيره...
ظهرت مجموعات تستعد لليوم الذي تعاقب فيه الطبيعة البشر عن مفاسدهم....
ويعتقدون أن توقعاتهم تتناسب وإستعدادهم...
منهم من يتوقع أن الرد قد يكون بشري نتيجة للتسابق نحو الفوز لإمتلاك السلاح الأكثر فتكا والأشد إبادة بين كل الأسلحة....
ومنهم من يتوقع أن يكون ردا من الطبيعة كالتغيرات المناخية وما يمكن أن تسببه علي جودة الحياة للإنسان والحيوان والنبات....
ومنهم من يتوقع أن يكون الرد خارج عن الغلاف الجوي كهطول نيازك أو تأثيرات الأشعة الشمسية أو حتي غزو فضائي....
منهم من يتوقع مؤامرة حكومية....
منهم من يتوقع مرض وبائي يطيح بالسلام الإجتماعي والأمن البيئي...
وفي جميع الأحوال إستعداد هذه المجموعات إلي اليوم أراها لا تتناسب إطلاقا مع حجم التهديد الذي يتوقعونه....
فلقد تعجبت يوما من أحد البشر الذي يعمل منفردا علي جعل أسرته تستعد ليوم العقاب....
تصوره عن يوم العقاب يتضمن حدوث إنهيار إقتصادي يؤدي لقطع الإمدادت بالطعام والمياه, وخروج غوغائي للبشر للحصول علي الطعام والشراب’ وهو كمتحضر قد يكون  وأسرته هدفا لهؤلاء الغوغاء....
ولهذا يتدرب هو وأسرته علي التحصن والدفاع عن ممتلكاتهم بقتل المتسللين من بؤر ومواقع حصينة تحت الأرض....
ولكن السؤال هنا....
إن نجح في قتل الغوغاء, ونجح في حماية ممتلكاته إلي حين ....
ماذا سيفعل بعد نفاذ المؤن ؟!!!
هل سينضم للغوغاء ؟!!!
هل سيقبله الغوغاء ؟!!!
ما الفارق بينه وبين الغوغاء ؟!!!
كل هذه التفاصيل يجب دراستها كجزء من سلوكيات البائس اليائس...
لا يمكن تصور شخص بهذه المواصفات العقلية أن ينتج عن سلوكياته ما هو عقلاني ....
لماذا نحاول التصرف كعقلانيين ونحن علي تأكد تام أن هناك من يستعد لقتل الجميع لمجرد الوفاء بإحتياجاته....
يمكن للغوغاء التحضر من الآن ليوم العقاب....
وحينها سيفاجئ هذا المتحضر بإستعدادات الغوغاء....
ستكون المفاجاءة عظيمة....
وقد تكون صادمة....
أليس كذلك ايها المتحضرون ليوم العقاب....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.