قصة الميتافيرس ٢

هل ما نختبره إفتراضيا يعد حقيقيا ؟!!!
لطالما داعبت الاحلام مخيلة الانسان، لطالما اتخذ منها مواقفه واتجهاته تفاؤلا وتطيرا، لانه اعتقد دائما انها رسالة موجهة له دعما لمواقف حياتية يحتاج فيها لقرارات ما....
حلم الفرعون الذي استشار فيه المفسرين واجابه عنه سيدنا يوسف عليه السلام هو مجرد مثال عن كيفية تعاطينا مع الاحلام...
ولكن بداية ونحو الاجابة عن تساؤلنا الاول لماذا اعتقد الانسان بان الحلم هو رسالة؟!!!
من هو مرسل هذه الرسالة وما هي قناة الاتصال المستخدمة لنقل تلك الرسالة ؟!!!
يعتقد ذوي المرجعية الدينية انها رسالة من الخالق عز وجل لعباده ليهديهم سبلهم....
بينما يعتقد ذوي المرجعية العلمية بانه اتصالا بالعقل الباطن الذي اعاد ترتيب البيانات والمعلومات واعاد محاكاة المواقف الحياتية للانسان مشكلا واقعا افتراضيا مشكلا الحلم....
هذا بالنسبة لمصدر الرسالة، اما بالنسبة لقناة الاتصال
فيعتقد اصحاب المرجعية الدينية انه الوحي....
بينما يعتقد اصحاب المرجعية العلمية انه اتصالا عصبيا داخليا....
والان لننتقل للمرحلة الثانية.....
كيف نتعاطي او نتفاعل مع الحلم ؟!!!
في اثناء الحلم غالبا ما نفتقد القدرة علي التمييز انه مجرد حلم علي الرغم من انه احيانا يحدث هذا التمييز....
وعلي الرغم من غرابة احداث الحلم الا اننا غالبا لا نستشعر هذه الغرابة الا بعد الاستيقاظ ....
تحتوي الاحلام الطبيعية علي مجموعة من الخصائص التي نتمناها كبشر كالطيران والانتقال الآني ومواجهة الشر وغيرها من الخصائص التي تعد احد سبل تشكيل المستقبل البشري....
فالحلم هو مخيلتنا ونتعامل معها بمنتهي البساطة دون تأثير مباشر علي حياتنا الواقعية الا في مواقفنا التي قد تتأثر بالاحلام ....
ولي في ذلك خبرة سارويها عليكم....
هذه الاحداث حدثت لي قبيل ثورة الخامس والعشرون من يناير عام ٢٠١١ ، حيث حلمت بما يلي...
كنت في المسجد الحرام قبل صلاة الفجر، والناس بين مقيم للصلاة وقارئ للقرآن وعدد قليل من الطواف، وكنت واقفا امام الكعبة ابحث عن شئ ما ، الا ان وجدته، شخصا متدثرا ونائما الي جوار الكعبة مباشرة، فتوجهت له قاطعا صحن الكعبة والطواف وجلست الي جواره جلوس التلميذ في صحبة المعلم وايقظته فجلس ورفع الغطاء عن وجهه الكريم...
كان في رؤياي صلى الله عليه وسلم هو الشخص الذي اجلس في رحابه....
وشكيت له حال الامة وما نعانيه من رجعية وتخلف وضعف، فبشرني صلى الله عليه وسلم بانه هناك تغييرا سيأتي وانه علي ان استعد لهذا وادفع من حولي للاستعداد له....
وهنا انتهي الحلم بالبشرى الطيبة، وما هي الا ايام قليلة وحدثت احداث لم اكن لاتوقعها او اعلم عنها شيئا....
والسؤال هنا ....
هل انتقلت حقيقة للمسجد الحرام؟!!
هل رأيت خير البرية حقا ؟!!
هل لهذه التجربة من اثر علي اتجهاتي واختياراتي؟!!
بالطبع الاجابة بالنسبة لي عن هذه التساؤلات جميعا ستكون "نعم"...
لقد شعرت قدمي ببرودة ارض المسجد وملمس الرخام فيها...
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من رآني في المنام فقد رآني حقا، فإن الشيطان لا يتمثل بي.
كما ان هذا الحلم امدني ببشارة عن المستقبل الذي كان يعد بالنسبة لي غيبا، وبت ملتزما اخلاقيا امام الله ورسوله بان اكون علي استعداد وان اساعد جميع من حولي ليكونوا علي استعداد ...
وبالتالي اعتقد بشكل او بآخر ان ما نختبره افتراضيا يعد حقيقيا لانه سيؤثر بكل تأكيد علي تعاملنا في الواقع.
في اللقاء القادم من قصة الميتافيرس
هل تعد الخبرة الافتراضية خبرة ذاتية ؟!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.