البعد n

بسم الله الرحمن الرحيم
لطالما صعب علينا فهم أو حتى تصور وجود عدد لا متناهي من الابعاد....
كذلك لطالما صعب علينا تصور عوالم بإحتمالات n أو نسخا بشرية منا بإحتمالات لامحدودة....
هذه المصاعب الادراكية التي يواجهها معظم البشر, غالبا ما تشكل عقبة تعليمية خطيرة, حيث أن عدد كبير جدا من المعلمين يواجهون بفشل زريع في نقل تلك النظرة للكون لطلابهم, ويعتمد التطور المعرفي المبني علي تلك الاحتمالية علي عدد محدود جدا من البشر الذين يتمتعون ذاتيا بهبة الخيال المتسع للإحتمالات....
في الواقع التطبيقي الضيق, غالبا ما يواجه العقل البشري إحتمالات محدودة وإن زاد عددها....
وبالتالي فمهما صعبت عملية حصر المتغيرات تظل محدودة أمام العقل البشري, وخاصة العقل الجمعي لهم....
ولهذا فلا يواجه البشر غالبا مشكلات تتعلق بلامحدودية الاحتمالات او المتغيرات إلا فيما ندر....
ويقتصر مواجهة تلك المشكلات علي عدد محدود جدا من البشر ممن تحدثنا عنهم سلفا, بصفاتهم التي تتسم بسعة الافق, ولكنهم أيضا وإلي اليوم لا تتوافر لديهم الامكانات التقنية التي تمكنهم من حل المشكلات ذات الطبيعة اللامحدودة للمتغيرات والاحتمالات.
في العقائد الدينية, يوجد تصور عن عالم لامحدود بالزمن او المكان....
ولكننا في حياتنا اليومية نعي تماما أن لكل شئ نقطتي بداية ونهاية, ويعد ما بينهما محدود ومتعلق بالبدايات والنهايات.....
وبالتالي .... ونحو التوجه لحل مشكلات تتعلق بلامحدودية الاحتمالات, علينا بناء تصور لأكبر عدد ممكن من البشر عن العوالم اللامحدودة البدايات والنهايات....
ولهذا فأري ان التطبيق الامثل لمشروع Metaverse ان يكون نموذجا تعليميا وتدريبيا, يساعد أكبر عدد ممكن من البشرية في تفهم ما يسمي بـ"اللامحدود"....
ومن ثم يمكن تطويره كنظام لإتخاذ القرارات غير الهيكلية من خلال إجراء النظام لعدد ضخم من المحاكيات للقرار, وهو ما يساعد متخذي القرارات من تصور عواقب قراراتهم واتخاذ ما يلزم من تدابير لمواجهاتها.
ولكن دعوني أطرح سؤالا للمستقبل.....
أو ليس من السهل تقديم هذا الطرح عن الإحتمالات اللامتناهية في إطار يمكن للبشر إدراكه ولو فلسفيا؟!!!
أو ليس من المفترض التأكيد علي ان التصور الديني للحياة والموت قدم طرحا مستقبليا معقدا ساهم بشكل أو بآخر في دفع البشرية لهذا الطريق؟!!!
بغض النظر عن تلك التساؤلات التي تعد بديهية لمن يتمتعون بخلفية ثقافية دينية, إلا أن ما تسعى البشرية نحو تحقيقه اليوم وغدا هو بشكل أو بآخر السير نحو الحقيقة التي تم إرسائها سلفا....
وبالتالي فالبشر ونحو الوصول لهذه الحقيقة لا يحتاجون من الاساس كل هذه التقنيات, فلقد وصل إليها بعضهم عقلا قبل ان يتأكدوا من صحتها نقلا....
حقيقة توجد عوالم n.....
حقيقة توجد ابعاد n.....
حقيقة توجد حياة أزلية ونسخ أرواح وحياة بعد الموت وكتاب منشور..... إلخ
ولا جديد في ذلك علي الاطلاق إلا صناعة تطبيق يساعد البشر في إدراك ذلك....
ونحن كمسلمون جدير بنا الانخراط بكل قوة والمشاركة بفعالية في إرساء هذا المحاكي البشري العملاق....
عسى أن ينفعنا الله بما علمنا وعملنا....
 وعسى ان يساعد هذا المحاكي البشرية في إدراك الأفكار الدينية الأساسية مثل نشأة الخلق والحياة الاخرة وغيرها من المفاهيم المرتبطة بالقدرة والارادة الالهية المطلقة....
#الموحد


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.