قصة الميتافيرس

بسم الله الرحمن الرحيم
  • القصة:
بدات الامور في الخروج عن السيطرة....
انهك العمل البشر وجعلهم غير مدركين لمعنى الحياة, ووكل للمطورين مهمات عدة لتحسين الحياة مع غياب التعريف, فلم يكن لديهم معنى واضح لها الا ان تكون "ما اختبرته الحواس وادركه العقل" وهذا عند العلماء المعاصرين....
إن إنحصار البشر في العمل كأساس للترقي الاجتماعي والطريقة الوحيدة لتلبية متطلباتهم الحياتية  يجعل خبرات البشر محصورة في أضيق الحدود العملية والعلمية بل وفي كثير من الاحيان الجغرافية, وهو ما يعيق بشكل حقيقي البشر من الانخراط في إحداث تطورا كبيرا في الحياة, ويلقي بالعملية التطورية كاملة علي عاتق العلماء والنخب الاجتماعية والسياسية. 
كما نجد ان كثافة العمل الانساني وحضوره الهائل علي الكوكب سبب كثيرا من المخاطر البيئية  وبات تهديدا شديدا لاشكال عدة من الحياة منها البشري ذاته. كما أن تطورات البشر التقنية المعاصرة يمكن الدمج بينها لتلبية متطلبات غاية في الاهمية كأستعمار الفضاء وتحسين قدرات الجنس البشري في السيطرة والادارة.
ويعد تطوير وتدريب الجنس البشري متطلبا رئيسيا للإستفادة القصوى من قدراته وإمكاناته التي هي مورد غير متاح في الطبيعة علي الإطلاق إﻻ في هذا الجنس الذكي.
وحيث أن خبراته مقيدة بعدد كبير من القيود, فيجب إذا توظيف تلك الامكانات التقنية لنقل الخبرات الحياتية والعلمية في أسرع وقت لدعم هذا الجنس وتحسين إدراكه للحياة.
وتاتي الكيفية من علم الاعصاب.....
حيث يري علماء الاعصاب أن هناك إمكانية في التأثير بشكل مباشر علي مراكز الحواس في العقل, بشكل يمكنهم من نقل الخبرات الحسية المادية مباشرة دون خوض التجربة العملية لها.
وذلك من خلال معرفة متنامية بخريطة المخ البشري وتحديد دقيق لنشاط الدماغ أثناء تعرضه للتجارب المختلفة, هذه المعرفة قد تمكنهم من نقل الشعور الحسي من خلال أجهزة تتصل بالدماغ البشري, وهو ما يعني ان الانسان يمكن ان يري ويسمع ويلمس ويتذوق ويشم إفتراضيا, بالطبع مخاطبة العقل البشري يضع امام العلماء تحديا تقنيا هائلا, حيث ان سرعة تزامن ومعالجة البيانات للعقل اليشري لا يمكن ان تقارن بقدرات الاتصال المحدودة تقنيا والتي نستخدمها في عالمنا المعاصر, حيث يتفوق العقل البشري علي أعقد أجهزتنا التقنية مهما بلغت من حداثة, ولا يمكن قبول تعريض العقل البشري للتهنيج مثلا أو تباطئ التحميل وغيرها من مشكلات الاتصال والمشكلات البرمجية الاخري, كما ان تزامن عمل الحواس البشرية يجعل من الضروري إحداث إتصالا مستقرا بكامل خلايا المخ لنقل تجربة واحدة في اتجاه واحد.
  • مثال:
تخيل متطلبات نقل تجربة السير علي شاطئ البحر, هل يمكن ان تكون الصورة مشوشة وتفتقد للتركيز البؤري متغير العمق ؟!!!
هل يمكن ان تفتقد للشعور بنسيم الهواء ورزاز الماء المتطاير, أو تفتقد شم رائحة اليود او غير ذلك من نقص التفاصيل؟ فما بالك بتباطئ في ورود الاشارات الناقلة للخبرة او عدم تزامنها.
يعتقد العلماء ان هذه التحديات التقنية يمكن تجاوزها في حال إنتاج المعالجات الكمية, والتي متوقع لها تبادل حجم بيانات أكبر وأدق وأسرع من التقنيات الإليكترونية المعتمدة اليوم, وهو ما يجعلنا بدء من اليوم ننظر لشبكة المعلومات "الانترنت" كتقنية اتصال متقادمة.

في الجزء التالي من "قصة الميتافيرس"
هل ما نختبره إفتراضيا يعد حقيقيا ؟!!!
هل تعد الخبرة الافتراضية خبرة ذاتية ؟!!!
  • تعليق:
التعريف الحسي للحياة آراه يعني ان الحياة تختلف من فرد لآخر اختلافا جوهريا, فلا مجال هنا لسوء الادراك....
فالحياة في مفهومي الشخصي ومعارفي وإدراكي لها, يختلف بالطبع عن مفهومك ومعارفك وإدراكك, ولكن يبقى هنا -ضمن هذا التعريف- منظوري للحياة صحيحا بالكلية, ومفهومك هو الاخر صحيحا بالكلية, ولا يمكن لأي فرد إتهام فرد آخر بسوء الادراك, قد يتفق هذا الرأي في أحد زواياه مع سؤال الخضر لسيدنا موسي عليهما السلام " وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا ؟! "
إن إكتفاء الانسان بما اختبره بحواسه وأدركه بعقله كمفهوم عن الحياة قد يدفعه إلي التكاسل عن اختبار المزيد خاصة وعند غياب العلم عن ما لا نعلمه, حيث كيف يتسنى للإنسان إدراك شئ هو بالنسبة له غير موجود؟
هذا السؤال الذي تتجاهله نظرية الحواس هو ما كان يحرك الانسان في الاصل نحو المعرفة, ولكن بتسليمنا ان الحياة تقتصر عما اختبرناه بحواسنا نفقد الدافع نحو المعرفة وطلب العلم واختبار المزيد, ببساطة لاننا في كل مراحل حياتنا كان لدينا تصورا يعد صحيحا عن الحياة في نطاق إدراكنا العقلي لما اختبرناه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.