تجربة إقلاع - اليوم الثاني 11:00 صباحاً

كنت بالأمس أجلس علي القهوة مع أحد أصدقائي المدخنين, ورائحة السيجارة وعلبة السجائر بين متناول يدي, مشهد إشعال السيجارة جذاب للغاية, ولكن كيف تبدو لي تلك المناظر القبيحة جميلة ومشجعة علي ترك قراري والرجوع ثانية للتدخين؟
مشهد الدخان الذي يخرج من الفم والأنف ليس بالمشهد الجميل بكل تأكيد....
لون أسنان الشخص المدخن ورائحة فمه بكل تأكيد مميزة لشخصه ولا يمكن مقارنتها بأي فرد عادي...
كيف وصل ضعف نفسي علي أن تري تلك المشاهد بالشكل الجذاب الذي يشجعني علي الرجوع للتدخين؟
إن نفسي تمارس طغياناً أعماً في حكمها علي بالحبس والاعتقال بين جنبات وادي التدخين....
كانت بكل الأشكال سهرة الأمس غير سعيدة علي الإطلاق.....
فلم أستطع المكوث علي القهوة أو حتى ممارسة الشطرنج كالمعتاد لسببين رئيسيين:
1- الشطرنج يستنفذ قدرة ذهنية كبيرة, وهذا ما يحتاج التركيز, وهو ما أفتقده تماما نتيجة غياب النيكوتين.....
2- فيما سنقضي الوقت علي القهوة, فبعد شرب الشاي لن نستطيع الاستمرار علي القهوة بدون تدخين..... الوقت سيمر بطيئاً جداً...
بدأ الضغط النفسي في الزيادة بعد مرور 24 ساعة والتوجه للنوم لاستقبال يوم جديد غداً...
وكانت أهم سمات اليوم الأول أنه "يجب عليك قضاء هذا اليوم بدون تدخين, وهذه هي البداية ليس إلا....."
وأنا قادم إلي العمل اليوم لاحظت أن أعراض أمس كانت قد انخفضت عن معدلها وإن استمرت....
فالروائح موجودة والأتربة كذلك ولكنها ليس بنفس قدر أمس, ولكن العصبية وعدم القدرة علي التركيز هي الأمور الظاهرة بقوة اليوم.
استيقظت بصعوبة, ولم أتناول طعام الإفطار أو كوب الشاي, وفضلت تناول كوب دافئ من القرفة, عسى أن ينخفض معدل الإثارة الناجمة عن تناول الاورفينات.
شعرت بقليل من التعاطف عند مواجهة مدخن " ربنا يعينك " كلمة ظهرت في مخي دون أي مقدمات....
أعتقد إن هذا شيئاً إيجابياً أن أفصل نفسي من جماعة المدخنين وأعتبر نفسي أحد الذين أقلعوا عن التدخين...
وادعوا الله أن يثبتني علي هذا الموقف.....
وأخيراً أنا في العمل وسوف أعود إليكم بعد قليل.....
أبقوا معي .....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.