المطبخ السياسي – إنجازات الوطن



تعتمد أنواع مختلفة من نماذج الحكم علي نسب الإنجازات القومية للإدارة الموكل إليها حكم البلاد, وذلك لتحقيق التوافق الاجتماعي حول نظام الحكم الموجود, وتصويره بصورة النظام القادر علي تحقيق الإنجازات وتعظيم مكتسبات الوطن.

وفي هذا السياق أود أن أشير إلي أن الديمقراطيات الحقيقية هي التي تنسب الانجازات القومية لأبناء الوطن, فهم القوة الضاربة التي تعتمد عليها الدولة في بناء حاضرها ومستقبلها.

كما أن الشعوب التي عرفت هذه الحقيقة هي الشعوب القادرة علي العمل والبناء من منطلق ملكيتها للوطن, وملكيتها للإنجازات...

فالشعب هو المحقق الحقيقي للإنجازات, وإليه يرجع الفضل – بعد فضل الله تعالي- في تحقيق الرخاء والاستقرار...

ومن الملاحظ انه في سياق الدولة الفاشستية المصرية البائدة, كانت تحسب الانجازات وتنسب لصالح نظام الحكم, ولا قيمة للمواطن مهما بذل من عطاء ومهما أخلص في العمل, فالإنجازات إنجازات إدارية في المرتبة الأولي, وما العمل إلا مكون من مكونات الإنتاج, وما البشر إلا مورد من الموارد الطبيعية للوطن.

ويتخطي أمر هذا التصور ليخرج من نطاق إنجازات الدولة, ليتوغل داخل نفوس المواطنين ليصل لحد نسب الإنجاز في كل قطاعات الدولة إلي إدارتها, وظهرت في الفترة الأخيرة ما قبل الثورة عبارات شعبية غير مرصودة الأهمية تسفه من دور الإدارة مقابل العمل الفعلي للشعب, ولكن وجهة نظر كهذه ظلت دفينة في نفوس الناس وتتردد علي المقاهي, دون تسليط الضوء عليها, لتظل الإدارة هي المهيمنة ويظل نظام الحكم هو صاحب الإنجازات...

وحتى يومنا هذا...

نجد المعارضة المتوغل فيها نسب الإنجاز للإدارة يحاربون الحكومة الثورية بسؤال متهكم عن إنجازاتها...

والعجيب في الأمر أنهم بتسفيههم الإنجازات الإدارية للحكومة يسفهون إنجازات وعمل المواطنين المصريين, ويتجاهلون العاملون المجدون ليلا نهارا في كافة مواقع الإنتاج, فهذه العبارات بمثابة سب علني - ليس فقط للإدارة - ولكنها موجهة للشعب المصري بكافة أطيافه وانتماءاته...

فعندما يكون الوطن خاليا من الإنجازات يعني ذلك بكل دقة إن الشعب ذاته غير قادر علي تحقيق أي إنجاز, وغير قادر علي القيام بعمله الموكل إليه وهو بناء الوطن...

ولهذا وكرد فعل إداري من الحكومة الثورية التي نعول عليها كثيرا...

يجب إن تبادر بنسب الحق لأصحابه, ونسب الإنجازات للشعب...

يجب إن تنزع عنها كافة أشكال التسلط والتملك والاحتكار التي انتهجتها الحكومات السابقة, والإشادة بكل جهود المصريين الفاعلة في بناء الوطن, يجب عرض إنجازات العامل البسيط, والمزارع المجد, والطبيب الماهر ووصفها بالإنجازات...

يجب إدراج العامل المخلص والتجارب الشابة ضمن إنجازات الوطن ...

وأعلموا أيها المصريون ... قيادة وشعبا...

إن إنجازاتك اليومية هي اللبنة الأساسية لإنجازات الوطن....

وعندما يسألك أحدهم ما هي إنجازات الرئيس ؟

أجبه إنه ليس موكل إليه تحقيق الإنجازات... إنها ايدينا هي من تبني...

الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.