الأيدلوجية الإنفصالية - الخلافة 2

ملحوظة عامة
تتناول مقالات الخلافة, الإنسان كخليفة الخالق في الأرض, ونتدارس أبعاد هذا المفهوم علي سلوك الفرد والمجتمع الإنساني, ونضع المعايير التي تفعل مبادئ الخلافة التي تكون علي منهج خلافة سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه الراشدون, وهي ما سماها الصادق الأمين "الخلافة علي منهاج النبوة".
وهذه المعايير هي بمثابة قواعد دستورية, ولكنها لا تحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم كالدساتير التقليدية...
ولكنها تحدد العلاقة بين الحاكم وحاكمه.....
فالإنسان هنا بمثابة "الحاكم المفوض" من الله لإدارة الأرض بهدف الإعمار, والله هو "الحاكم" .
 ونتمنى أن يكون وضع المعايير وتبنيها مغيرا من سلوك الإنسان والمجتمع البشري, ويحقق مراد الله من استعمار الإنسان في الأرض, كما يعلم الإنسان بضرورة تحمل مسئولياته وعدم تخليه عن الأمانة التي حمل بها.
أيها السادة الأفاضل....
كلنا خلفاء.....
وجميعنا رسل .......
رسالتنا للعالم أجمع.......
رسالتنا للبشرية.......
كونوا خلفاء لله, ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها......

-----------------------------------------------------------
المعيار الأول: معيار المسئولية
حدود المسئولية
إن كان "تحمل المسئولية" من السمات الأهم في الإنسان كخليفة الله في الأرض, فحينها يتأكد للإنسان أنه لن يسأل فقط عما فعل, ولكنه أيضا سيسأل علي ما لم يفعل.
فالتقصير في أداء المسئوليات يأتي عادة علي وجهين, وهما فعل خاطئ, أو العزوف عن فعل الصواب.
وأداء المسئولية كذلك يأتي علي وجهين, وهما فعل الصواب, أو العزوف عن فعل الخطأ.
وبالتالي فالإنسان عليه أن يتشكك دائما في أنه هناك دائما المزيد من الصواب الذي لم يفعله, وهو ما قد يشكل خطرا تقصيريا في أداء رسالته, ومن منطلق تحمل مسئوليات لا تطيقها الجبال والعمل المستمر علي إتمام رسالته علي الوجه الأكمل بعدم إغفال أي صغيرة أو كبيرة حول دوره المنوط به, يكون الإنسان قادرا علي أداء رسالته.

أركان المسئولية
للمسئولية أركان ثلاث وهي (السائل - المسئول – السؤال(
أما بالنسبة للسائل فهو طبقات ثلاث (الله ورسوله والمؤمنين(
أما بالنسبة للمسئول فهو أنت
أما بالنسبة للسؤال " ما فرطت في أمر الله؟ "

نطاق المسئولية
الحياة وجودتها هي نطاق مسئولية الإنسان, لأن هدف إعمار الأرض يتنافي ومسببات الموت, فحيث وجد الموت وجدت أسباب ومحددات الفساد في الأرض, وبغض النظر عن كون محددات ومسببات الإفساد في الأرض بشرية أو غير بشرية, تقع تحت نطاق مسئولية الإنسان في إعمار الأرض ورفع الفساد عنها.
للأسف المسبب البشري هو الأكثر انتشارا ضمن مسببات الفساد, وذلك نتيجة لغياب الحكمة لدي كثير من البشر حول قيمة الحياة, ودورهم المنوط بهم في الإعمار, ومكانتهم التي استبدلوها بالإفساد بتخليهم عن رسالتهم الأصلية في الإعمار.

أدوات المسئولية
العلم هو الأداة الأساسية لرفع المفاسد, وذلك من خلال دراسة أسبابها وآليات تلافيها.
وكذلك فالعلم هو أداة أساسية لتحقيق المنفعة, سواء برفع المفاسد كشكل من أشكال المنفعة,  أو إدارة الموارد بكفاءة تحقق المنفعة المتساوية للجميع.
ولا تقتصر المنفعة علي منفعة البشرية, فالخليفة هو حاكم مفوض لإدارة الأرض وإعمارها لصالح الحياة ذاتها, وبالتالي فالحياة بكل أشكالها تقع تحت نطاق مسئوليات الإنسان الخليفة.

وتعد الشورى أيضا أهم أدوات الخليفة في الإعمار, فلا يقتصر الإعمار علي وجهة نظر واحدة تقود الأرض, ولكنها وجهة نظر البشرية في مستقبل الأرض وأولويات واتجاه التحرك.
----------------------------------------------------------
في المقال القادم بإذن الله سنتدارس العلاقة بين "الحاكم المفوض والمحكوم" في إطار خلافة الإنسان لله في الأرض

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.