الثورة الموقوتة

خلال ثورة الخامس والعشرون من يناير كانت غالبية الفاعليات المؤثرة تتم في أيام العطلات الرسمية, لا سيما يوم الجمعة
هل تفرغ الشعب للعمل الثوري - المفترض أن يكون عملا وطنيا يرسم المستقبل - ضروة للحشد.
لان أيام غير الجمعة يكون الناس منشغلين عن مصلحة الوطن بمصالحهم الشخصية....
ما هذا المنطق ؟!!!
هناك عدد كبير من المؤشرات في ثورة الخامس والعشرون من يناير تناقش مفهوما أسميه "الثورة الموقوتة"...
ويمكن تعريف هذا المصطلح علي إنه:-
"الثورة محددة الموعد سلفا".
هذا المفهوم يحقق وظيفة الحشد للفاعليات, ولكنه لا يشير إلي جدية المحتشدين وأهمية قضاياهم....
فهل من المتصور إن شعبا تمثل لديه قضية ما من الأهمية لدرجة الإخلال بمصير البلاد وإدخالها في حالة الثورة, ان يتغيب عن المشهد الثوري لأنه غير متفرغ ؟!!!
هل من المتصور ان يمنع عدم وجود وقت كاف الشعب عن الدفاع عن استقلال أراضيه مثلا ؟!!!!
بمعني آخر
هل كان عدم تفرغ المواطن ليمنعه من المحاربة لتحرير سيناء من الإحتلال الإسرائيلي ؟!!!!
لا بالطبع....
علي العكس كان المواطن ليتفرغ لمواجهة التحديات ان كانت قضاياه من القوة والأهمية لدرجة تعطيل البلاد وإدخالها في مغامرة سياسية ثورية.
وما كان ليستقر به الحال إلا بعد تحقيق اهدافه
من وجهة نظري الشخصية التي احملها علي عاتقي
ان قضايا الشعب المصري التي حملها في الخامس والعشرون من يناير كانت اقل كثيرا من المنشود, ويمكن القول انه لم يناقش الأولويات أصلا, ولكنه خاض التجربة....
فقط للتجربة ....
الفضول....
لان قضايا المواطن المصري الواعي بكل تأكيد تتخطي المطالب الثورية سابقة الذكر....
ولأنه عظيم بطبعه, كان ليناقش قضايا أكثر من خطيرة, فأولاها أولوية منخفضة نسبيا, فقام بالتفريق بين إدارة الازمة السياسية, وإدارة الصراع الوطني
الأزمة السياسية المصرية في الفترة التي سبقت ثورة الخامس والعشرون من يناير كانت متمثلة في سيطرة رجال الأعمال علي الدولة أو ما أسماهم الشارع السياسي بالفلول, لانهم لم يحملوا مسؤلياتهم والقوا مسؤولية السيطرة علي الشارع إلي سياسيين النظام الحاكم وسلطة الشرطة, بالإضافة إلي الفقر والتباين الطبقي, فالحرية ولقمة العيش والعدالة الإجتماعية هي مطالب الثورة المصرية في شق إدارة أزمة السياسة المصرية.
ولكن ما هي مطالب الشعب الخاصة بالصراع الوطني والتي أرجاءها المواطن لمرحلة تالية ؟!!!
أعتقد أن الإستقلال الوطني سيكون علي قائمة إهتمامات المواطن.
كما أن التواجد الإسرائيلي في جسد الأمة والإنتهاكات الإنسانية في حق المسلمين ستكون هي أيضا علي قائمة إهتماماته.
وربما ناقش المواطن حقوقه الإقليمية والعالمية في التجارة وإمتلاك الموارد والمقدرات.
هذا قد يكون صراعا طويل الأجل لتحقيق السيادة المصرية وتحقيق طموح المواطن بالتبعية....
ولهذا فأرجئ المواطن هذه المطالب لمرحلة لاحقة...
هل ستكون هذه المرحلة موقوتة ؟!!!!
ربما...
الموحد
11-2-2016

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.