إلي أحفادي - 0001



بسم الله الرحمن الرحيم
أحفادي الأعزاء
عندما كنا صغارا كانت بلدنا أجمل, كنا لا نري فيها إلا الخير, نلعب في طرقات المدن حتي الفجر, نأكل ونشرب ونلعب دون خوف أو قلق لأننا كنا تحت رعاية مجتمعية شاملة.
نصلي ونلعب ونغفو داخل المسجد...
كانت عقائدنا جبال رواسخ, ومبادئنا مسلمات وآداب عامة, وعدونا مشترك, وأحلامنا رفع الظلم للعيش في سلام...
كنا أملا لأمة, واستثمار يجب رعايته والعناية به...
تقابلنا الوجوه بالابتسامات, ويهذبون أخلاقنا بالحكمة, ويقومون سلوكياتنا بالقصص....
كانت النجوم أكثر بريقا والقمر أحد أصدقائنا, لان أضواء المدينة لم تكن تبهرنا كما تبهرنا هذه الأيام....
كانت الليالي طويلة لأنها لم تكن لتجري أمام أعيننا المأسورة أمام شاشات التلفاز...
كانت الكتب تجمع كالطوابع, والعملة ذات رسوم لطيفة كالخيال...
كانت الوحوش هي أمرا خياليا لا يمكن أن يكون لها مثيل في الحقيقة...
كانت هويتنا تجدها في الأب والأم, في المعلم والإمام, في الجار والرفيق...
كانت رموز الوطن تشبه أبي تماما, والأم المثالية هي أمي ولا أعرف فارق واحد بينهم...
كانوا يعلمونا اللياقة والذوق من خلال التقليد, فنتعامل مع الناس كما نراهم يتعاملون مع الناس...
الأفراح لها سمة, والأحزان لها سمة, والأعياد لها سمة, والدراسة لها سمة, فكل يوم يختلف عن الذي يليه, ويشبه تماما الذي قبله, وفي ذلك عبرة لأولي الأبصار...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.