الأيدلوجية الانفصالية – قوة الوطن 3



بسم الله الرحمن الرحيم
المحور الثالث لقوة الوطن هي سيادته علي مقدراته, وقدرته علي اتخاذ ما يراه ملائما لرفعة الوطن وتعظيم مكاسبه في كافة القطاعات.
وبالتالي فيمكننا أن نري انه في حال ضعف السيادة فقد يتخذ قادة الوطن قرارات تضر بمصالح الوطن, وفي هذه الحالة –وفي محاولة لتجنيب الأثر الشعبي- يصفون قراراتهم بالحكمة السياسية والحنكة في التعاطي مع المشكلات الدولية.
لأنهم يجب إن يظلوا بمنء عن الصراعات الإقليمية, والمناوشات السياسية, حتي ولو أدي ذلك للإضرار بمصالح الوطن ومقدراته.
يمكنك لمزيد من المعلومات أن تراجع مقال "المطبخ السياسي- الذكاء السياسي".
وهذه الظاهرة الناجمة عن ضعف السيادة هي أصلا الهدف الأساسي من الحروب, وهو إضعاف سيادة القيادة علي الوطن بالشكل الذي يحقق مصالح العدو وليس بمصالح الأمة.
وهنا نشير إلي إضعاف السيادة الوطنية بإضعاف وضعها الاقتصادي الداخلي هي صورة لا تختلف كثيرا علي صورة الحرب العسكرية التقليدية.
ولهذا...
 فهذا الجزء من معادلة قوة الوطن يعتبر هو الجزء الأهم لأنه يتعلق بالهدف الأساسي للقوة, وهو قدرتنا علي إقرار مصيرنا كأمة ووطن واحد.
اعلموا أيها السادة أن السيادة هي تزاوج السلطة والمال...
ولكنها متغير نسبي شديد الحساسية, لأن هذا التزاوج حساس للفساد والعناد...
فالسيادة الزائدة تعطي ناتج شديد الخطورة , حيث يمكن إن تصل للإنفراد التام بالسلطة مقابل فساد مطلق لأصحاب رؤوس الأموال ورموز السلطة.
والسيادة الناقصة تعطي ناتج شديد الخطورة, فتضارب المصالح وعناد السلطة وأصحاب رؤوس الأموال يدخل البلاد في صراع البقاء للأقوى بين السلطة وأصحاب رؤوس الأموال الطامعين لمكانة تسمح لهم بممارسة أعمالهم بحرية تعظم من ارباحهم.
يمكنك أن تراجع مقالات " المطبخ السياسي – صناعة الديكتاتور" لمزيد من المعلومات...
وبالتالي فالسيادة يجب إن تكون في مستوي يسمح بتداول السلطة دون نزاع يستهلك طاقات الوطن, ولا تكون من الضعف بالشكل المضيع لحقوق البلاد والعباد...
والشكل المتوازن هاهنا يحتاج بالطبع لقدر كبير من الحكمة التي يجب أن تتوافر لدي ساسة البلاد, وفي الوقت ذاته يجب إن تتوافر حسن النية في رؤوس الأموال الوطنية, ورغبة جميع الأطراف لتحقيق القدر الأكبر من السيادة للوطن...
وبالتالي فوضوح الرؤية لكافة الأطراف, ومركزية صناعة القرار بالشكل الذي يحقق الأرباح للجميع أمرا ضروريا لتحقيق التوافق ووضح إطار زمني يعمل علي الزيادة المتوازية في قوة الوطن وحجم التزاوج بين السلطة والمال.
بمعني إن تكون نسبة التزاوج بين السلطة والمال –وهو ما يحقق السيادة- مقترنا بالزيادة الفعلية لقوة الوطن ككل...
وفي المقال القادم إن شاء الله تعالي سنقدم صورة معادلة قوة الوطن بدمج أركانها الثلاثة في إطار خطة عمل تطور أداء الحكومة في قياس قوة الوطن, وبالتالي رفع كفاءة كافة القطاعات بشكل ممنهج ودقيق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.