إرادة الله التي لا يعلمها إلا هو - مقال منفرد

الفرق الوحيد بين الإيمان والعلم...

يشترك الإيمان والعلم في صفة أنه لا يوجد أي ظاهرة بلا تفسير.
فكل سؤال فلابد وأن يملك إجابة .
ولكننا نلاحظ أن هناك إختلافا وحيدا يبن الإيمان والعلم, ألا وهو إجابة السؤال الأخير في أي جدال علمي ...
وهذا السؤال هو "لماذا؟"
فسؤال "كيف؟".... قد يفسره الإيمان وقد يفسره العلم.
 وتتشابه الإجابات أحيانا وتتعارض أحيانا وتتقادم أحيانا وتعود لتتجدد أحيانا أخري..
وكذا جميع أدوات الإستفهام...
إلا سؤال "لماذا؟"
لماذا تأتي الشمس من المشرق ولا تأتي من المغرب؟....
وهكذا... لماذا يحدث كذا ولا يحدث كذا....
فنجد العلم لا يستطيع الإجابة علي هذه النوعية من الأسئلة , ولا يطرحها حتي للبحث العلمي
وتظهر هذه المسألة جلية عندما تتعلق بأمر من أمور العبادة...
فلم يطرح البحث العلمي في مجال العبادات يوما لانها وببساطة مبنية علي هذا النوع من الأسئلة والتي لا يستطيع العلم أن يقدم إجابات عنها.
لماذا صلوات سرية وصلوات جهرية؟
لماذا الوضوء قبل الصلاة ولا تكفي الطهارة؟
لماذا مكة؟ ولماذا تعددت الأديان علي الرغم من ثبات مصدر التشريع إله واحد أحد؟
لا يستطيع العلم الإجابة علي سؤال لماذا أبدا...
قد يسألني أحدهم وهل يقدم الإيمان إجابة علي سؤال "لماذا ؟"
والإجابة هي ..........بالطبع
لأن الإجابة علي السؤال الأخير دوما هي "إرادة الله.. التي لا يعلمها إلا هو"
قد يتنكر العلمانيين من الإجابة بدعوى أنها لا تفرق كثيرا عن إجابة "لا نعلم", والفارق مذكور لفظا في آيات الله المحكمات عندما قال "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"
دعوني أوضح الهدف علي مثال تطبيقي وهو الصلوات...
فإلي البحث إن شاء الله .... والله الموفق
الصلوات
عبادة مشتركة بين كل الديانات السماوية والغير سماوية..
وهي تعتمد علي إلتقاء العبد بربه في أوقات منتظمة من اليوم, وتعتمد كلها علي طقوس متباينة تدخل الإنسان في حالة من الروحانية الشديدة.
وأختلف العلماء في إجابة سؤال " ما هي أسباب الحالة الروحانية؟"
فكل عالم قام برصد الحالة وحاول دراستها فسرها من طبيعة المادة العلمية محل النقاش, فنجد علماء النفس فسروا الحالة تفسيرات نفسية وعلماء الطبيعة فسروها بمجالات الطاقة.
ولكنهم جميعا لم يطروح أي سؤال من فئة "لماذا؟"
لماذا هذا اللقاء الدوري هو الأهم علي الإطلاق في عبادات كل شريعة؟
لماذا أجتمعت عليه كل الأديان؟
لماذا تم إختيار تلك المواقيت تحديدا؟
إن تخيلنا علماءا يجرون بحثا علميا شاملا للإجابة علي تلك الأسئلة فنجد أنهم سيطرون لإتخاذ الإجراءات التالية:
1-    تعاون شامل بين كل فروع العلم لرصد كافة المتغيرات النفسية والبيئية والفكرية المحيطة بالمصلي من كل صلاة, لإجراء دراسة مقارنة بين أثر الصلاة علي المصلي المؤمن بكل عقيدة.
2-    رصد تفاصيل كل صلاة لمعبود علي وجه الأرض, لإجراء دراسة مقارنة بين الصلوات جميعا للوقوف علي مناطق التشابة والإختلاف بين كل الديانات, ثم إجراء دراسة مقارنة تفصيلية علي العبادات السماوية الثلاث للتأكد من نتيجة الدراسة الشاملة.
3-    رصد المتغيرات الفيزيائية لحالة المصلي والمجال المغناطيسي حوله وأصوات التهجد والتعبد والتلاوات, لتجميع أكبر ملاحظات علي العوامل المؤثرة في مكان العبادة, كما يتم مقارناتها بالصلاة المنفردة في الخلاء وفي الأماكن العامة ومنفردا.
4-    رصد الظواهر المقترنة بالصلاة في كافة الديانات كالوضوء والآذان إلي الصلاة , لتحديد أوجه التشابه والإختلاف.
ثم تأتي تلك الدراسات بنتائج لا تستطيع أن تضع إجابة عن سؤال "لماذا هذا التشابه؟".
فيتجه العلماء لإجراء عدد ضخم من البحوث التي تحلل نتائج الدراسات السابقة لوقوف علي نتائج يحاولون بها الربط بين العلوم, وينضم للبحث الدراسات التاريخية, والإنسانية, والسياسية.
ليخرج العلم بنتيجة أن أثر تلك الصلوات أثر عالمي, وأن له علاقة شديدة القوة بالنظام الكوني نفسه, ولا يمكن إيقافه ليوم واحد في الكون كله.
وأجزم أنهم لا يستطيعون أن يوقفوا ذكر الله ولو لثانية واحدة في الكون كله.
لماذا؟
إرادة الله.. التي لا يعلمها إلا هو"...
فلتتخيلوا معي أن " دراسة في الجيلوجيا أثبتت أن صلوات الناس تخلق طيفا من الطاقة يعمل كآلية مغناطيسية معززة لجاذبية الأرض, وأن الأماكن التي تحتوي علي عدد أكبر من الناس يأدون الصلاة في أوقاتها هي منطقة أكثر إستقرارا من المنطقة ذات المجال الضعيف سواء لعدم وجود مؤمنين أو لوجود عدد منخفض منهم"
ماذا سيحدث في هذه الحالة؟؟؟
ستتوجه رأسا إلي الأماكن المقدسة لأداء العبادة لله الخالق حتي لا تقضي علي حياتك بوجودك في مجال محدود للطاقة.
(وحينها تجد البشر جميعا يوم حشرهم حيث نجيب جميعا علي سؤال واحد "لمن الملك اليوم؟ .... لله الواحد القهار...")
 أحب أن أذكرك أخي بأن هذا خيالا...
ولنتخيل مرة أخري " أن دراسة في الفلك رصدت مجالا متصلا من الطاقة لاينقطع يمر بشدة معينة حول الأرض مع الصلوات ليستمر هذا المجال متصلا وبلا إنقطاع مع صوت الأذان والتكبير والتهجد والتعبد لله"
ماذا سيحدث في هذه الحالة؟؟؟
هل يستطيع العلم أن يجيب عن سؤال واحد؟
"لماذا كل هذا العناء؟ لن نصل لأي شئ من هذه الدراسات...."
يجيب الدين علي هذا السؤال حيث لا يملك العلم إجابة...
يقول الله تعالي"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
والعبادة هي الطاعة المطلقة...
وأول أمر تلقاه العبد من خالقه أن يعمر الأرض ويعمل الصالحات ويعبد الله...
فالعبادة هي جزء من نظام كوني لا يمكن للأجهزة العلمية رصده أو أختباره أو قياسه, ولا يستطيعون إيقافه, ولا يمكنهم تغييره أو تبديله...
أنها حقيقة مجردة لا ينكرها إلا سفيه...
وتبقي الإجابة علي سؤال لماذا الخالق يريدنا أن نعبده؟ وما أثر العبادة علي المنظومة الكونية؟
إجابة دينية, يكرهها العلمانيين....
" إرادة الله.. التي لا يعلمها إلا هو"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.