كوكب مجهول المصير - اليوم الثاني 1991

 

التعليم..... وما أدراك ما التعليم

وقفت معلمة الدراسات الاجتماعية داخل الصف الدراسي لتشرح الفارق بين الطقس والمناخ كمدخل لتعريف طلاب المرحلة بالاقاليم المناخية....

عرفت المعلمة الطقس علي انه الحالة العامة للجو من درجات حرارة واتجاه للريح وسطوع الشمس ... إلخ علي مدار اليوم, وهو بالطبع متغير من من ساعة لأخري خلال اليوم.

وعرفت المناخ علي انه الدورة الكلية للطقس في مكان معين خلال عام, مثل مواعيد هطول الامطار ومعدلاتها واتجاهات الرياح ومتوسط درجات الحرارة خلال الاشهر المختلفة للعام, وهي لا تتغير.

هنا انتبهت حواسي ووقفت أبدي إعتراضي من خلال تساؤلي....

كيف ان المناخ لا يتغير؟

اجابت المعلمة ببساطة

ان المناخ العام لمصر كمثال لم يتغير نمطه منذ الفراعنة, فمواعيد النوات ومعدلات الامطار ومتوسط درجات الحرارة, وحتي معدلات الفيضان ومواقع السيول لم تتغير, وهذا دليل علي ثبات المناخ وانه لا يتغير ....

أجبتها بتعجب...

إن تغيرات مناخية شديدة حولت الشمال الافريقي لأكبر صحاري العالم, مما دفع الإنسان والحيوان للهجرة إلي مصر والإستطيطان بجانب نهر النيل, وهذه الرحلة الملحمية المؤسسة لأول دولة في التاريخ هي أكبر دليل علي إمكانية حدوث تغيرات مناخية تغير من التوزيع الطبيعي للأمطار واماكن تواجد المياه .

ضاق صدر المعلمة كما ضاق وقتها, لا يوجد لدينا متسع من الوقت للجدال حول إمكانية حدوث ذلك انت ملتزم فقط بالمعلومات الواردة بالكتاب وعليك ان تجيب في الامتحان بان الطقس متغير بينما المناخ ثابت لا يتغير, ودع زملائك ليستفيدوا من الوقت ولا تضيع لهم وقتهم بثل تلك الموضوعات خارج الدرس.....
كان لكلماتها وقع السحر علي أذن زملائي فتقريبا جميعهم تأفف بشكل جماعي في نفس اللحظة التي انهت فيها عباراتها, علي الرغم ان معظمهم لا ينتبهون كثيرا في الدرس, ولكن كلماتها جعلتهم جميعا من الغيوريين علي مصلحتهم ومستقبلهم العلمي, وكنت كما العقبة في مسار تقمهم .

علي الرغم من حدوث مثل ذلك الامر معتادا في جميع المواد التعليمية إلا أني أذكر ذلك المشهد تحديدا لإرتباطه بقضيتنا اليوم....

وهي كيف ان للتغيرات المناخية قدرة علي تغيير حتي الخريطة السكانية للإنسان والحيوان والنبات نتيجة لصعوبات التأقلم مع التحديات المناخية مع مرور الوقت....

كما كنت أحب أن أشير إلي ان من المحتمل ان يكون هناك عوامل طبيعية أخري خلاف السلوك البشري مسببا للتغيرات المناخية, وهنا علي أرض مصر يمكن البحث عن أدلة لتأكيد أو نفي العوامل الطبيعية المسببة للتغيرات المناخية في حقبة ما قبل التاريخ والتي كانت سببا للهجرة نحو أرض الكنانة.

تلك النظرية دفعتني للتشعب نحو علوم الفلك وعلوم البحار والتاريخ والتأريخ الجيلوجي وعلم طبقات الارض ........ ولكن كل ذلك سياتي تباعا في التسع والعشرون يوما القادمة....

لأن ريادتنا العالمية المستحفة لملف التغيرات المناخية لن تتأتي إلا بعقول علمية شابة في جميع الملفات العلمية, وتكون مصر حقل للبحوث في تلك المجالات.....

#الموحد

#JustAndAmbitious

#COP27

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.