أنا - الحلم

لسبب غير معلوم بالنسبة لي, تشترك وسائل الإعلام جميعها في قدرتها علي عزل الإنسان عن عالمه الحقيقي لعالم إفتراضي تصنعه...
بالطبع هذا التأثير نسبي بشكل ملحوظ, فتأثير الصحافة القادرة علي عزل الإنسان المتعرض لها بمقدار ساعة متقطعة, يختلف عن تأثير التلفاز القادر علي عزل أسرة كاملة لأيام, أو قناة تواصل إجتماعي قادرة علي صناعة عالم إفتراضي لمجتمع بأكمله لأعوام....
ولكن جميعها تعتمد علي الكثير من الاشارات المتعارضة والمتعاكسة, وتأثير عوامل جذب الانتباه المختلفة, والمؤثرات النفسية والعاطفية المثيرة للأجهزة الاستشعار العصبية للإنسان.
منطقيا ... أستبعد الادارة الاجتماعية سببا لكل هذا العناء, خاصة وان طريقة العزل تلك تحجم كثيرا من قدرات الافراد علي الابداع والابتكار والانخراط الايجابي في حل مشكلات الوطن.
كما وأرفض منطقيا .... التربح كهدف قصير الاجل ومحدود مقارنة بنتائج النهوض الفكري للمجتمعات البشرية علي المستويات قصيرة ومتوسطة وطويلة الاجل.
ولهذا أؤكد علي عدم علمي بالأهداف والمسببات الحقيقية وراء كل إجراءات العزل الاجتماعي وفرض الواقع المتبعة من وسائل الاعلام.
ولكن .....
هل يمكن في سبيل إحداث نهضة فكرية لمجتمع أو بعضه, إستخدام ذات الوسائل وعكس هذا التأثير....
اتذكر أنه في بداية تسعينات القرن العشرين ظهرت عبارة دعائية حازت انتشارا فيروسيا كبيرا؛ وهي: -
"توقع ما لا يمكن توقعه"
اليوم وبعد مرور عقدين من القرن الحادي والعشرين؛ بات الجمهور متوقعا لما يمكن توقعه وممتقبلا إياه كأنه شيئا بديهيا
بل ومنتظرا لما هو غير متوقع وصادم بكل لهفة....
إن جذب الجمهور لواقع مغايرا للواقع الافتراضي يتطلب عوامل جذب تمتلك ذات السمات التي استعد لها طول عقود ثلاثة.
ولكن وقبل أي شئ هي الارادة لمجموعة قادرة علي تحقيق ذلك والاستفادة منه....
#الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.