خطاب الإنحياز

"إنتم مابتعملوش كدا ليه ؟!"
سؤالا إستفهاميا تعجبيا أطلقه رئيس جمهورية مصر العربية؛ الرئيس: عبد التاح السيسي, في حضور نخبة رجال دولته وصفوته وخواصه...
وهو بذلك إنحياز للخطاب الشعبي في خطاب حكومي رسمي, وهو ما أعده تاريخيا بكل المقاييس.... 
فللمرة الأولي في حياتي أجد رئيسا لمصر يحدث حكومته بضمير "أنتم", ويتخذ بالتالي ضمنيا جانب "نحن" من الجملة...
وهذا الامر لا يثير في نفسي الدهشة بقدر ما يثير من الاعجاب....
فعلي عكس سمة الرؤساء والقادة اللذين يعيشون عمرهم كله دون إدراك لمشكلات الشعب وطموحه وتوقعاته من السلطة....
أظهر هذا الانحياز إدراكا فائقا لتلك التوجهات الشعبية والطموح تجاه دولتهم والقائمين عليها....
فلقد أدرك سيادته بتبنيه لغة الخطاب تلك؛ مدى أهمية هذا السؤال تحديدا ليقع علي مسامع رجاله وخاصته من رجال الدولة والمسؤولين فيها وعنها....
"إنتم ليه مابتعملوش كدا؟!!"
سؤال شعبي يطرحه العوام موجها للدولة في معرض حديثهم عن التأخر العلمي مع ظهور كل تطور جديد....
تكمن أهمية هذا السؤال في قبولنا الضمني بدورنا كسوق للتقنيات العلمية الحديثة, ومستخدمين لها؛ عوضا عن اتخاذنا موقفا كمنتجين للتقنيات ومطورين لها....
أطلق سيادته هذا السؤال ضمن جلسة شملت في مجملها حديثه عن التطورات الحديثة في عدد من المجالات أهمها إنتاج الغذاء, وسد فجوة الطلب مقابل المعروض, وإدارة الموارد, والنقل والمواصلات, والاتصالات ..... وغيرها من المجالات
بشكل عام .....
أنا أتمسك بذلك الخطاب كدليل علي صحة التوجه الشعبي بداية....
وكدليل على اننا جميعا من أبناء هذا الوطن نعانى من ذات المشكلات؛ وعلينا التكاتف جميعا في مواجهة التحديات المشتركة....
فاليوم رفع سيادته الحاجز بين الخواص والعوام, وفتح بسؤاله بابا يسع الجميع للإجابة عنه....
ولي في ذلك مذهب.....
#الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.