محرر الأرواح - 0001


العالم السفلي .....
ذلك العالم الذي يحوي كل الشرور .....
لا أحد يعلم ما الذي يدور هناك , ولكني ذهبت الي هذا العالم وعدت لاروي لكم ما رايت .
وكم ستشعرون بالدهشة عندما اخبركم عن مدي التشابه بين عالمنا العلوي و العالم السفلي الذي تروي عنه الاساطير .
الفارق الوحيد بيننا وبينهم هو الشكل الخارجي , فان كنت تزعم انك تستطيع تحمل اقصي درجات الرعب فلتاتي معي الي هناك الان .
في البداية احب ان اوضح لكم ان رحلتي للعالم السفلي سبقها عددا من الرحلات القصيرة لذلك العالم واعتقد ان تلك الرحلات هي التي مكنتني من القيام بتلك الرحلة دون خوف .
اليوم اشعر برهبة الموقف الذي كنت فيه علي الرغم من اني شعرت بين تلك الاشباح اني احيا حياتي اليومية مع اختلاف الاشكال و الوجوه والوسائل .
لن اقول ان الامر كان سهلا واني تعايشت مع الوضع علي انها رحلة ستنتهي بالعودة الي المنزل واتخيل كم كان يوما شاقا .
فلقد كانت تجربة مثيرة وخطيرة في كل ثانية , ومن المؤكد ان العناية الالهية و رغبتي في البقاء هما ما دفعاني لتحمل تلك المشاق .
نصيحتي لك قبل ان تخوض تلك التجربة ان تذكر الله كثيرا و تعيش كانسان ولا تحاول التاقلم مع ذلك العالم السفلي .
نصيحتي لك بعد خوض التجربة ان تذكر الله كثيرا وتستمر في الحياة كانسان ولا تحاول التاقلم مع ذلك العالم العلوي .
فلنبدأ باسم الحفيظ ونحفظه ليحفظنا , ولتبدا الرحلة .
البحث عن الحقيقة
من الصعب ان تعرف كيف بدأ كل هذا .....
انني اتذكر اول مرة رأيت ذلك الوجه البشع للقرين ......
قد تعتقد ان القرين هو شبح او جني مقترنا بك ويصحبك اينما كنت .....
يراقبك ويراقب خطواتك .....
تعتقد انه يجلس ورائك الان ويقرا ما كتب عنه .....
ينتظر اللحظة التي ينقض فيها عليك ماسا اياك بمس شيطاني لن تبرأ منه قبل ان يحول حياتك الي جحيم حقيقي بكل ما تحويه الكلمة من معاني .
اننا نتحدث عن الواقع ....
الواقع الذي ترفض الاعتراف بوجوده او ماديته ....
الواقع الذي لم تراه ولا تراه ولا تحب ان تراه .....
اننا نتحدث عن القرين ....
فالقرين هو اول من يجب ان تتعرف عليه قبل الشروع في الرحيل الي الجحيم , لانه سيكون الدليل و الحارس لك لتخطي تلك التجربة .
يجب ان تصادقه وتتعرف اليه ولاحواله .....
تساعده في الظهور وتعترف بوجوده ....
لا تتنكر منه وتشعر بالتعالي عن الجلوس اليه , او تشعر بالرهبة و الخوف منه , او حتي تشعر بالاشمئزاز من شكله .
لان القرين هو انت ......
نعم ... انت قرين نفسك .
قد تعتقد اني اتحدث عن مهاترات نفسية , ولكن ذلك الجني لا يوجد خلفك , انه يمكث داخلك ...
روحك هي البوابة التي تفصل بين عالمك الحالي وعالمه القديم .....
انه يشعر الان بالحقد منك, فانت محتل غاصب لارضه وعالمه الذي يسعي لتحريره منك ....
انه يحيي قبلك وقبل اسلافك , بينما تنكر انت وجوده ...
يري فيك الجمال , بينما تري منه القبح ....
يري فيك الصلاح , بينما لا تعرف عنه سوي الفساد ....
يعيش بين خرائب الجحيم , بينما تعيش في مظلة الشمس الدافئة .....
كل ما يتمناه هو الهروب من ذلك العالم والبقاء تحت الشمس ....
لقد فتحت البوابة لقريني وانا في سن الخامسة , تفهمت موقفه , واحتضنت مشاعره , واحترمت رغباته , واوضحت ان وجوده بالجحيم كان عقابا الاهيا لفساد هذا الجنس بالارض , بينما خلقنا الله لنعمر الارض كخلفاء وممثلين للعناية الالهية فيها .
اوضحت له انه باعلان توبته الي الله يمكنه البقاء معي تحت سقف واحد , وانه وان خان هذا العهد ليظهر وجهه القبيح فان القوي الذي منحني قوة رؤيته في هذا السن المبكرة سيمنحني قوة ان القيه الي قرار الجحيم مرة اخري .
بكت عيناه ....
هل تصدق ذلك ؟......
لم اعرف ان كانت دموع الفرحة ام دموع الرهبة من الله .....
دعاني بالمحرر وصار يرددها الي اليوم ....
اصطحبته في كل مكان , واستمتعنا بحياة كاملة من الرضا و الانسجام , علمني كل شئ عن حياته في الجحيم , وعلمته كل شئ عن الحياة في النعيم .
وجدته رفيقا في الاوقات العصيبة ووجدني مرشدا له نحو حياة امثل .
رفقائي في الواقع هم اصدقائه في العالم السفلي , وكم هم اخيارا .
تعارفنا انا واصدقائي في مرحلة الشباب وعلمتهم كيف يكونوا بذورا تنبت الظل لكل من حولهم في ايام الكيظ وكم تعددت تلك الايام .
حررت العديد من الارواح لتري الشمس ويحيي قريني بدون وحدة .
اقترنت بزوجة غيرت حياتي نحو الافضل وهي مرحلة الاستقرار النفسي لقريني وبداية نجاح وعدد اكبر ينضم يوميا لدعوة التحرر من اغلال الجحيم الي حرية الحياة .
اقرباء الاسرة , اصدقاء العمل , جيران الحي , مجتمع اتفاعل معه يوميا لا اري منه سوي وجوه القرناء وطباعهم التي تقاتل واقاتل من اجل تحريرها لتعيش في جو من السلم والحب ...
نفوس تقاتل و اقاتل من اجل تحريرها من الخوف الذي ملك حياتهم , وجعلهم يحيون حياة الجحيم في ارض النعيم .
يغضون البصر , ويصكون الاذان , ويمنعون نفسهم من الصراخ في وجه ذلك الخوف الذي يدمر كل رموز وملامح الجمال في حياتهم , ليروا فقط ملامح الشر وبوادر النقمة ....
ليسمعوا فقط اصوات الانين والالم ....
لا يتحدثون سوي بالشرور واللعنات ....
حتي اتت ساعات الحرب ....
وهنا تبدأ قصتنا ....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.