الرأي و الأنتماء - الجزء الثاني

متى يكون الرأي صحيحا ؟
من أصعب الأمور علي الإطلاق الجزم بصحة رأي معين إلا في حالات معينة , فعلي سبيل المثال المسلمات الدينية والطبيعية لا يثار حولها الجدل , كما أن الآراء المبنية علي دراسات مسبقة و اختبارات للفروض تعتبر من الحالات التي يمكن الجزم فيها بصحة الرأي .
وبالتالي فإننا في حاجة ماسة إلي التفريق بين الرأي ووجهة النظر .
وجهة النظر هي نواة الرأي , بمعني أنها تصور معين نتيجة افتراضات مبدئية يشكلها متغيرات خاصة بالإنسان كالمتغيرات البيئية والتعليمية والنفسية وغيرها من المتغيرات التي تختلف من شخص لأخر .
وعلي الرغم من أن الرأي أيضا يحدده عددا من المتغيرات الفردية , إلا أن الرأي يجب أن يكون مستندا لعدد من الادلة الفعلية والتطبيقية والنماذج من أرض الواقع حتي يكون رأيا صحيحا .
وبالتالي فالرأي أقل مرونة من وجهة النظر وأقل عرضة للتبدل والتغير عبر الزمن .
فيمكن تغيير وجهة النظر بمجرد طرح أفكار جديدة حول موضوع النقاش , بينما يكون الرأي أكثر ثباتا وقوة ولا يتغير إلا بطرح آراء أكثر تطورا وأكبر أثرا .
علي الفرد أن يميز ويفرق بين إن كان المطروح محل النقاش هو رأي أو وجهة نظر حتي يتثني له التفكير بموضوعية دون التمسك بمبادئ قد تسبب صعوبة في الحوار أو مجادلات لن تضيف أي جديد إن لم تسبب خسائر نفسية للطرفين المتناقشين .

يوضح هذا الجدول الإحتمالات التي قد يقابلها الفرد أثناء النقاش
وبهذا يمكننا أن نحدد في بداية الحوار الهدف منه , فيمكنك النقاش المبدئي من تحديد ما تملكه مقارنة بما يملكه الطرف الثاني , وبالطبع يكون الهدف من أي حوار هو الوصول لنوع من التفاهم , ولا يشترط أن يكون الإنسان مصدر هذا التفاهم وعلي الأطراف الأخري أن تبدل من مواقفها أرضاء لرغباتنا .
ولكن علينا جميعا أن نكتسب جديدا في كل لقاء بيننا وبين المحيطين .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.