بشأن مؤتمر باريس للتغيرات المناخية 2015

تقدم دول العالم طرحا لتيسير دعما ماليا للدول النامية العاملة علي إقامة ورعاية مشروعات إعمار النظم الحيوية المتضررة، ويبلغ حجم هذا الدعم المالي المرصود لهذا التوجه حوالي 100 مليار دولار سنويا، وقد يكون هذا الدعم مرتبطا بالموافقة علي بنود الاتفاقية المزمع إبرامها، والمعنية بالسماح للتدخل البشري لمعالجة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وهنا يجب ان نفرق بين التدخل البشري المحمود لمعالجة الآثار السلبية، وبين التدخل للاخذ بزمام المبادرة واحداث تغيرات مستهدفة لصالح طرف معين.
وفي جميع الاحوال فالدعم سيقدم للدول صاحبة المشروعات التنموية ذات الطبيعة المستدامة والهادفة لتقليل الانبعاثات الكربونية واعتماد الطاقة المتجددة والحيوية واعادة إعمار النظم الحيوية المتضررة، وهي الاهداف ذاتها التي يتبناها المشروع الوطني المصري المعروف باسم "إحنا مصر"، وهي ذات الاهداف الجامعة للمجموعة العربية وخطابها الموحد.
فالمشروع المصري وهو جزء لا يتجزء من المشروع العربي الهادف لزراعة 100 مليون هكتار من أشجار حوض البحر الابيض المتوسط، يهدف الجانب المصري لزراعة 1.5 مليون هكتار للمرحلة الاولي للمشروع الممتدة لخمسة عشر عاما لتبلغ 15 مليون هكتار خلال 70 سنة.
ولكن الاحتياجات التقنية والفنية لمشروعات إعادة الاعمار علي مستوي البنية التحتية يتطلب تأسيس مجموعة من المشروعات الداعمة للتنمية المستدامة في المنطقة العربية وشمال إفريقيا.
المتطلبات الفنية والبنية التحتية لمشروعات إعادة الإعمار
أنظمة تحلية ومعالجة المياه
شبكات تجميع الامطار والصرف الصحي
النقل والمواصلات وادارة المخلفات
إعادة التدوير والطاقة الحيوية
الطاقة المتجددة
التقنيات الصناعية والزراعية
وبالتالي فالاعتمادات المالية المطلوبة للمرحلة الاولي تسلوي 10 مليار دولار سنويا لمدة 15 سنة، تكون اوجه الانفاق فيها كالتالي
30 مليار دولار مصروفات راسمالية شاملة
90 مليار دولار للبنية التحتية والمشروعات المرفقة
30 مليار دولار للمشروع الزراعي
وهذا ما يحقق أهداف التنمية المستدامة للمنطقة وتشغيل ما يربو  الي 500000 مواطن وسحب ملايين الاطنان من الانبعاثات الكربونية وتقليل درجة الحرارة في المنطقة الصحراوية اكثر من 7 درجات وزيادة لاستثمار العالمي في مشروعات الطاقة الحيوية والطاقة المتجددة ويقلل الاعتماد علي الوقود الاحفوري التقليدي.، واقامة مشروعات صناعية وزراعية  تساهم في زيادة حجم النمو الاقتصادي العالمي وزيادة في حركة التجارة العالمية، ولحد من أزمة الغذاء العالمية، كما ان المراحل التالية ستعمل علي تقديم الحماية لحياة البرية في المنطقة الحيوية التي تم إعادة إعمارها، بالاضافة لتثبيت التربة السطحية للحد من مشكلة التصحر والجفاف الناتجة عن الارتفاع المستمر في درجات الحرارة عالميا.
ان الضرر الذي اصاب المنطقة العربية والنطاق الحيوي لحوض البحر الابيض المتوسط يعد ذو اولوية عالمية لانه يعد من اكثر النطاقات الحيوية تضررا في العالم، لا سيما ان الأضرار التي اصابت هذا النطاق الحيوي هي ناتجة بشكل مباشر ورئيسي للسياسات الصناعية العالمية بعيد الثورة الصناعية، وبالتالي فالضمير الانساني والمسئولية الاجتماعية للنظام العالمي تحتمان تقديم الدعم المالي والفني لمشروعات المنطقة العربية لاعادة اعمار النظم الحيوية، كما ان التكامل الذي يتسم به النظام الحيوي العالمي يفرض التوازي في توجهات السياسة العالمية لاعادة النظام الحيوي، فلا يمكن الاهتمام بقطاع دون الآخر لتكامل النظام الحيوي والبيئي للكوكب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.