طور التحول - تجفيف منابع الإرهاب

في الوقت الذي يعمل العالم علي وضع صيغ من التوافق حول مواجهة الأرهاب.
نجد إتساع وتيرة العمليات العسكرية الإرهابية، وزيادة في عدد العاملين علي نشر هذه الأفكار، وتحويلها لعمليات علي الأرض،
.في الحقيقة ان المدنيين من كافة انحاء العالم هم المتأثرون سلبا بالإرهاب، وبنفس القدر من السلبية هم وحدهم المتأثرون بالحرب علي الإرهاب......
تجفيف منابع الارهاب لا تتوقف عند تجفيف منابعه الاقتصادية، ولكنها بالاحري تستهدف تجفيف منابعه الفكرية...لن يتاتي هذا إلا إذا كانت مفاهيم الحرية والتي يتبناها العالم اليوم هي ما يحرك القرارات السياسية العالمية، وبمعني آخر يجب ان تتحقق للمواطنين ما يتشدق به الارهابيون ليجذبوهم جذبا نحو الصراع المسلح.....
هؤلاء الارهابيون يعرفون تماما موضع الضعف في النظام العالمي، لا سيما التفريق بين قيمة الانسان من مكان لمكان، وبالتالي يستطيع جذب عدد أكبر من المستشعرين بالظلم جراء السياسات العالمية التي لاتحقق إلا منفعة المنتفعين، وتضرب امام مصالحها عرض الحائط بكل القيم الانسانية التي تجمع مجتمعنا الدولي.
الحرية والمساواة هي نقاط ضعف رئيسية في المنظومة العالمية الحاكمة، وهي الموقع الذي يستطيع هدم او حماية المجتمع الدولي كما نعرفه اليوم....
قد يعتقد البعض بضرورة القضاء علي الارهاب، بينما يمكننا بسهولة القضاء علي الالتجاء للقوة المسلحة لتحقيق المطالب الانسانية العادلة، والتي هي نقطة الجذب الرئيسية للجمعات الارهابية، فحتي لو توافقنا علي كون الافكار التي يتبناها قادة الجماعات الارهابية هي أفكار هدامة، لكنها تظل عند البعض ضرورة لتحقيق وجودهم المهدد جراء السياسات التعسفية للنظام العالمي ومنتفعيه.
حرية الاعتقاد المكفولة وفقا للقانون الدولي يتم محاربتها بشكل عنصري يوميا، والمنطقة العربية والمسلمين هم الفئة الدافعة لثمن هذه الممارسات، ولكنها ليست الوحيدة....
لدي سؤال اود طرحه عليكم قبيل نشر رأيي الشخصي حول الاجابات المحتملة في المقال القادم....
ماذا إذا نجح ما يسمي اليوم كتائب الارهاب من بسط النفوذ واحداث التغيير في النظام العالمي؟
من سيكون الارهابي في هذه الحال؟
هل إذا تبني المواطن الاوروبي قضايا الارهابيون في العدالة والحرية والمساواة سيعتبر المواطن الاوروبي إرهابي؟
هل ستحارب جيوشكم المواطن الاوروبي المتعاطف مع قضايا الارهابيون ومطالبهم؟
اسئلة مثيرة، ولكنها تستدعي التفكير الملي .......
الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.