طور التحول - تأثير الفراشة

في الوقت الذي تعمل فيه الشرطة علي تتبع العناصر الارهابية واستئصالها من الجسد الفرنسي، تستعد القوات العسكرية لشن هجمات علي مواقع ارهابية خارج أراضيها، وتعتقد الحكومة ان الهجمات العسكرية ستساعد في تجفيف منابع الارهاب....
ولكن، في احد القري الهادئة، يقطن شاب عربي في احد المنازل المجاورة لحقول الكرم في جنوب فرنسا، وهو علي علاقة باسرة فرنسية معتدلة الطباع والآراء، وكان اجتهاد هذا الشاب في العمل هو الدافع القوي لهذه الاسرة للتقرب من هذا الشاب واحتضان تواجده في فرنسا.
كانوا يساعدونه بشتي الطرق في استكمال حياته العلمية، حتي ان ابنت صاحب المزرعة تجالسه يوميا لتمكينه من اتقان اللغة الفرنسية قبيل تقديم اوراقه في احد الجامعات، كما كان اخوها داعما لهذا الشاب في الانخراط والاندماج داخل المجتمع الريفي البسيط....
وعن ارتياد هذا الشاب للجامعة، زادت معارفه واتسعت مداركه، واصبح له اصدقاء من كافة ارجاء فرنسا، بل والعالم...
وفجأة اصبح هذا الشاب في مركز اهتمامات الدوائر الامنية الفرنسية، خاصة بعد نقاش حول ضرورة تكاتف اصحاب الديانات السماوية، ضد الكفر والالحاد، حتي يكون الدين كله لله وحده لا شريك له...
وبظهور تأثير رأيه في المستمعين، ظهر تيارا فكريا في الوسط الجامعي مفاده..
الجنس البشري من مصدر واحد. لا مجال للشك في ذلك....
كذلك فالخالق واحد... وهو خالق الانسان بكل تأكيد....
فلماذا نجد دائما الصراعات الدينية بين الاديان ذات المصدر الواحد، بينما يروج لفكرة ان حرية الاعتقاد بدين غير دين التوحيد هو جزء من حرية الاعتقاد وهي أفكار تقدمية, بينما إعتناق فكرة التوحيد ليست إلا معتقدات بالية وأصولية مهددة للأمن الأنساني ؟!!!!
هذا التأثير البسيط الذي تركه هذا الشاب في عقول الانسان الفرنسي، سيكون له أثرا تراكميا كبيرا.....
تماما كتأثير الفراشة....
.........................> يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.