الأيدلوجية الإنفصالية - الاستقطاب في الإسلام

يمارس الاستقطاب السياسي كمفهوم غالبا للتحزب والتكتل لترجيح ميزان قوة سياسية معينة في منافستها مع القوى السياسية الأخري داخل المجتمع.
ومن المعلوم لديكم ان القوة السياسية الناجحة في إدارة سياستها الإستقطابية هي في الغالب ما تسعي لتوحد مجتمعها علي رؤيتها تجاه مشكلات المجتمع والحلول التي تفترضها للخروج من الأزمات, حتي ولو كان هذا التوحد بشكل مرحلي.
تتبع الاتجاهات السياسية منهجا إداريا و إعلاميا في عمليات الإستقطاب, وفي عدد من الحملات السياسية المحترمة يمكن صناعة سياسة ترويجية جديدة او استعمال سياسات ترويجية موجودة بالفعل, وتختار الإدارة السياسية للحزب الشكل الملائم للإستقطاب تبعا لمعرفتها بالمحيط السياسي العالمي او قدرتها علي صناعة نموذج إستقطاب جديد.
فعلي سبيل المثال استخدم شعار take5 للترويج في الحملات الإنتخابية يعمل علي جعل فرد في المجتمع يعمل علي إستقطاب أفراد جدد من محيطه.
ولقد استخدمها حزب الدستور في الترويج لحملته البرلمانية كنظرية من نظريات الاستقطاب المعمول بها, إلا انها لم تؤثر كثيرا علي الخريطة الاجتماعية المصرية.
في جميع الاحوال ...
كانت هناك نظريات عدة داخل النموذج الاسلامي للإستقطاب, فعلي سبيل المثال لا الحصر...
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " بلغوا عني ولو آية"...
يعمل هذا الحديث الشريف علي إعطاء توكيل عام للمسلمين بممارسة الدعوة المنسوبة بصحيحها للرسول الأكرم صلوات الله وعلي آله وصحبه أجمعين.
وهو ما ساعد فعليا علي نشر دعوة الإسلام بالتبليغ المتواتر...
ونظرية التبليغ المتواتر ذات نظام وليد داخل البيئة العربية ويسمي "بالعنعنة"...
وحفظ هذا النظام حقوق الملكية الفكرية لصاحب العلم, كما ساعد في نشر الدعوة, وتوثيقها, وتنقيحها وبفضل من الله ساعد علي حمايتها, والله هو الحامي الأول للرسالة...
ولكننا وبعد هذا السرد والشرح للنظام الإستقطابي الإسلامي, لم يتبقي لنا إلا منح نظرية الإستقطاب تعريفا جديدا غير بشكل لا يدفع المجتمع للتحزب والتكتل بقدر ما يمنحه التوحد علي الرؤية والهدف...
ولهذا فغننا سوف نعطي مثالا صغيرا علي الاستقطاب كنموذج للوحدة علي الرؤية من خلال حديث آخر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم, حيث قال:-
"إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم"
يقوم المواطنون بالتعاطي مع هذا الحديث بشكل منفرد, ويفهمون أن الله لا يساعد العبد قبل ان يغيير ما به من سوء, وبالطبع هذا صحيح ولكنه قاصر, فلد أتي الحديث الشريف عن لسان خير الخلق والذي لا ينطق عن الهوي بصيغة الجمع, وبالطبع ما ينطبق علي المجموع ينطبق علي الفرد...
ولكن حكمة انه أتي بصيغة الجمع هي نوع من الاستقطاب نحو الإصلاح, فعلينا جميعا ان نقرر ان نصلح ما بأنفسنا...
لا يعمل كل منا بشكل منفرد علي إصلاح ذاته... ولكن المجتمع أجتمع علي إصلاح مفاسده...
ولهذا ...
فعلينا الإجتماع المادي لنتعهد علي إصلاح هذا الوطن ليس مجرد الاتفاق الضمني لمحتوي الرسالة...
علينا العمل علي الاجتماع المادي كأفراد ومؤسسات لنصلح ما بأنفسنا...
لن تصلح الأمة باجتماعات البعض حتي وإن اجتمعوا علي الخير,,, وأقصد البعض هنا بالساسة...
يجب علينا جميعا ان نكون حاضرين هذا الاجتماع...
لانه اجتماع يخص حال الأمة...
ولن يغير الله ما بنا حتي نغير ما بأنفسنا... ولا يوجد هنا تفويض بالتغيير لفئة وظيفية معينة...
فليس التغيير مسؤولية الساسة...
وليس مسؤولية المعلمين او رجال الدين او أي فصيل
انها مسؤولية مجتمعية شاملة....
لإرساء هذه النظرة للمجتمع ... علينا ان نعمل علي الاستقطاب من حيث تصلك رسالتي الداعية لتغيير ما بأنفسنا...
فيجب أن تكون أول من يشارك رسالتي ولو لصديق واحد...
ولا تكن رافضا للتغيير حتي تتسني لك فرصة العيش في مجتمع أفضل أسفل مظلة مرضاة الله...
وشكرا...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.