الأيدلوجية الإنفصالية - قوة الوطن 2


ثانيا: التقدم
دائما ما تتطلع الأوطان في عصر اضمحلال إلي الدول المتقدمة علي أنها مصدر العلوم وعلي الوطن اللحاق بركب التقدم كي يحسن من أوضاعه الداخلية, ويتلمس في المنتجات والعلوم الخارجية حلولا لمشكلاته, ومن تجارب الآخرين قبسا ينير لهم الطريق, وغالبا ما يفشلون في اللحاق بهذا الركب, كما إن علوم وأدوات الدول المتقدمة لا تساعد في حل مشكلاتهم بل ويمكن إن تزيد من أثارها وتعزز في إضعاف الأوطان, كما إن تجارب الآخرين لا تنفك عن كونها خطوط استرشادية واسعة وتعريفات مطاطة وعند تنقيحها لتلاءم مشكلات الوطن, تذهب الفكرة الأصلية والمبدأ الأساسي للتجربة أدراج الرياح, ولا يحصل الوطن إلا علي فشل التجربة تلو التجربة.
أعلموا أيها السادة إن تقدم الإنسان كوحدة بناء المجتمع فيما يملك من أدوات, فمنذ بدء الخليقة ويستخدم الإنسان الأدوات لتيسير أعماله وتطوير نشاطه, ولا تختلف الأدوات الحديثة من حيث الوظيفة عن تلك القديمة وحتي البدائية إلا في بعض مواصفاتها الطبيعية أو خصائص موادها...
وهذه المواصفات يختلف تقيمها من مجتمع لمجتمع, فالسيف علي سبيل المثال كان العرب يعتبرون خفة وزن السيف خاصية جيدة, بينما في نفس الحقبة الزمنية كان الغرب يقيمون وزن السيف العالي بالإيجابية.
فلا يوجد أداة علي إطلاقها أفضل من الأدوات الأخرى, ولكن الفارق دائما في الحكم علي جودة الأداة هو طريقة استخدامها , الغرض من صناعتها.
فنجد سيارة صغيرة جدا وبطيئة جدا وتقيم علي أنها جيدة جدا, لأنها في الأصل صنعت لتلبية رغبات فئة معينة من المستخدمين, فليست معايير الحكم علي الأدوات إلا ضيقا في الأفق وتحجيم لقدرات البشر علي الإنتاج والإبداع, وهي طريقة تسويقية تسمح للدول المتقدمة إن تظل متقدمة, ولا تعطي المجال للدول الأقل تقدما إلا أن تكون سوقا للمنتجات والأدوات المصنوعة في الدول المتقدمة.
وبالتالي...
يبدأ التقدم بصناعة أدوات تلبي وظائف معينة حتى وإن كانت تختلف عن تلك المقدمة من الدول المتقدمة,,,
فأداة الانتقال المعروفة الآن والأكثر شيوعا هي السيارة...
فعلي الدول المتأخرة إن تنتج أداة تساعد علي التنقل بغض النظر عن كونها سيارة...
ويجب ان يدعم الشعب هذه الأداة الجديدة, بتقنينها وتطويرها وتحسين أداءها المستمر...
ولكن من هو القادر علي قيادة حركة التقدم داخل البلاد؟
في الحقيقة إن التقدم هو تزاوج بين العلم والمال...
فعندما يولي أصحاب الأموال اهتماما بالعلماء, تستقر حياتهم وتختلف نظرتهم للأمور...
وعندما تختلف نظرة العلماء عن الأمور, يبتكرون حلولا غير تقليدية, وأدوات تساعد البشرية في حل مشكلاتها اليومية...
وحينها تعمل عجلة من الابتكار والإنتاج والتطوير...
والمكاسب الاقتصادية للوطن تساعده علي ابتكار المزيد ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.