المطبخ السياسي - تعريفات سياسية هامة

1- الضمير الثوري
أهم ناتج للثورة هو ناتج نفسي يسمي "الضمير الثوري" وهو قوة داخلية تحرك ضمير الأمة إلي عصر من البناء والدعم الشعبي للتغيير, وقادة هذا التغيير هم أنفسهم جموع الشعب وقيادته الفكرية, فإن لم يتحلي هؤلاء القادة بالضمير الثوري فكيف يكون للشعب إرادة نحو المستقبل؟... أيها السادة الأفاضل ... يجب ان تحرك الكلمات ضمائركم لتكونوا إيجابيين نحو مستقبل البلاد والعباد... وإن لم تكن الكلمات كافية لفعل ذلك ... فاعلموا انكم لا زلتم في الماضي تحلمون... وعن المستقبل غافلون ... وفي النهاية انتم وحدكم الأخسرون...


إيجابيتكم تبدأ بالاستجابة لنداء الوطن لأبنائه

إيجابيتكم تبدأ بالمشاركة في صناعة مستقبل أفضل لكل المصريين

إيجابيتكم تبدأ من هنا

الموحد

February 17 at 4:32pm

2- الفقر السياسي

يمكننا تعريف الفقر السياسي بأنه

انخفاض عدد البدائل للخروج من المواقف السياسية, وهو ما يؤدي للخروج بسلوك لا يتناسب مع الموقف وكثيرا ما يكون هذا السلوك اضطراريا.

توضيح:

في ظل نموذج الحكم الاستبدادي لعصر مبارك, لم يكن لدي المعارضة بأشكالها المختلفة نموذجا محددا لهدم أركان هذا النظام الظالم, فوقعت المعارضة... والشعب بشكل مرحلي في منطقة الفقر السياسي, فلم يكن هناك تعدد للبدائل السياسية للخروج من سيطرة النظام علي مقدرات الأمة.

ولكن بعد الثورة ظهر لدي الشعب والمعارضة علي حد سواء نموذج لهدم نظام الحكم, فلدينا اليوم وأخيرا عدد واحد نموذج لهدم نظام الحكم.

واليوم تقع المعارضة في مشكلة منطقية غاية في الخطورة, فهم يعتقدون أنه بإعادة تطبيق نموذج الثورة سيسقط النظام الحالي, وهذا فقر سياسي خطير, لأنه يجب ان يكون هناك نماذج مختلفة لأنظمة حاكمة مختلفة, فمن غير المنطقي وجود نموذج واحد قادر علي هدم كافة الأنظمة السياسية في العالم, ولكنهم يعتقدون ذلك لأنهم لا يملكون من البدائل ما يجعلهم يتبعون اسلوبا آخر.

فارتدوا رداء الثورة , ونادوا بنداءات الثوار...

أركان الفقر السياسي:

1- التعميم

النظام القديم بكل أشكاله يساوي النظام الجديد بكل أشكاله...

هذا بالطبع غير حقيقي للأسباب التالية

* رد فعل النظام القديم تجاه المظاهرات يختلف كليا وجزئيا عن رد فعل النظام الجديد تجاه الاختلاف السياسي.

* كان ظلم النظام القديم يقين راسخ , بينما ظلم النظام الجديد هو ظلم نسبي, ففئات من المجتمع تراه عدلا وفئات تراه تهميشا وفئات تراه ظلما.

* كانت البلاد إبان حكم النظام القديم في حالة من الاستقرار مع سوء الخدمات, ولكن الوضع مع النظام الحالي هو سوء للخدمات بسبب استمرار وجود حالة من عدم الاستقرار.

* جاءت الثورة الأولي بلا حشد إعلامي ولا قيادة يمكن التشكيك فيها, بينما تعمل رموز بعينها وتيارات بعينها لاستنفار الناس نحو طريق محدد, فشعور المواطن بالحرية في اتخاذ قراراته في الحالة الأولي يختلف عن شعور المواطن في أنه منقاد في الحالة الثانية.

وبالتالي فلا يمكن الاعتماد علي سياسة التعميم بأنه لا جديد وان النظام القديم لا يختلف عن النظام الجديد, فالتعميم في حد ذاته ركن من اركان الفقر السياسي.

2- الثورة مستمرة

إن شعار الثورة مستمرة هو شعار غاية في الإيجابية لترسيخ النظام, بينما يستخدم حاليا من قبل المعارضة لهدم النظام وهو دلالة غاية في الخطورة علي الفقر السياسي, وذلك للأن لدي عدد كبير جدا من الثوريين اعتقاد بأن الخط الثوري منتظم في شدته واتجاهه منذ اندلاع الثورة وحثي إقرار الدستور.

تحدي الثوار إرادة النظام القديم في البقاء

تحدي الثوار إرادة النظام القديم في إحداث الفوضى

تحدي الثوار إرادة النظام القديم في استنساخ النظام

تحدي الثوار إرادة النظام القديم بالعزل الشعبي لرموزه

تحدي الثوار إرادة النظام القديم بالثبات علي الإفراز الثوري في خياراته المختلفة

تحدي الثوار إرادة النظام القديم حتى اللحظة الأخيرة في إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية

وأثبتوا استمرارهم في الثورة علي دستور النظام القديم بدستور شعبي جديد.

وهم الآن يستمرون في ثورتهم بتجاهل الدعوات لتغيير هذا المسار المتصل, وما استخدام الشعارات الثورية من قبل المعارضة إلا مؤشر علي الفقر السياسي.

3- نخبة التيار الشعبي/ جبهة الإنقاذ الوطني

للأسف تستخدم المعارضة كلمات لها دلالات هامة ولكنهم يستخدمونها دون قيد أو شرط, فهم يسمون أنفسهم بالنخبة وينكرون الانتخاب

ويصفون هذه النخبة بالشعبية, وإحصائيا هم غير ممثلين عن الشعب

كما ان التيار الشعبي يتصدر قائمته سياسيين بمعني ان الاسم الأصح الواصف لهذه الحالة

التيار السياسي الغير منتخب, وهو عكس تماما ما يسمون به أنفسهم.

كما إن جبهة الإنقاذ الوطني هي جبهة تحرض علي الخروج علي الشرعية وتؤكد في كل مرة أن لا شرعية للشعب أو للدستور أو للرئيس المنتخب بشكل علني, وبالتالي فهي مرارا وتكرارا تعمل علي تخريب الوطن وليس إنقاذه, وجميعنا يتفق أن الإنقاذ الوطني أتي بأيدي بيضاء من شباب مسئول, فلم يذهب شباب ثورة مصر إلي هتك الشرعية ولكنهم قوموا مسار الشرعية لتكون ملكا أصيلا لهم, وحافظوا علي اعتراضهم سلميا طوال سنتين من الصراع, فما بال السياسيين لا يطيقون علي الصراع السياسي صبرا.

4- قيمة البناء لدي المعارضة مقابل قيمة الهدم.

تستطيع المعارضة تبني وتمويل أية فكرة تساعد هذه الجبهة في الوصول إلي سدة الحكم وذلك بالإطاحة بنظام حكم الإخوان المسلمين, وبالتالي فيمكن لأي فرد أن يقدم نموذجا لهدم الدولة, وفي حال اقتناعهم بهذا النموذج سيعملون جاهدين علي تمويل هذا التوجه ورعايته, بينما إن تقدم مواطن مصري بنموذج لبناء الوطن وترسيخ الشرعية وبناء المؤسسات وإدارة البلاد, فيستهمونه بالمغيب والمنقاد, ولا تعني توجهاته وأفكاره إي شئ بالنسبة لهم...

فالمعارضة التي تعطي أهمية كبيرة نسبيا لهدم النظام مقارنة بالبناء, هي بكل تأكيد معارضة تحتاج لتقويم نفسي بسرعة, وأن المواطن الثوري المنتمي لهذه الجماعات عليه بمسارعة اتخاذ منحي جديد في التفكير...

لأن الوطن لن ينتظرك كثيرا ...

فبقدر حاجته إلي طاقتك الثورية لتوجيهها للبناء, يحتاج الوقت بشكل أكثر أهمية...

مستقبلنا يمكننا بناءه سويا...

ولكنك يمكنك أن تحلم بهدم الوطن وحدك ...

الموحد

27/1/2013

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.