الأيدلوجية الانفصالية – قوة الوطن 1



إن قوة الوطن ليست مجرد سلطة, كما أنها ليست إدارة موارد أو توظيف طاقة شبابه...
أنها مزيج من الحضارة والتقدم والسيادة
وحتى يتسن للمسئول عن تعظيم قوة الوطن إدارة ذلك المزيج بشكل يحقق طموح الوطن, فعلينا ابتكار مقياس رقمي يحدد مقدار قوة الوطن اليوم وأمس وغدا...
ولكي نضع مقياسا كميا لقوة الوطن يجب علينا التعرف عن كثب علي مزيج القوة...
أولا: الحضارة.
علي اختلاف تعريفات الحضارة عند الكتاب والفلاسفة إلا أنها من حيث الأثر يمكن تعريفها علي أنها:-
" مجموع سلوكيات المواطنين وتعاطيهم مع المصالح العليا للمجتمع والعمل بشكل جمعي علي مواجهة مشكلاته, في ظل إطار فكري ونمط شعبي يدل علي هوية وثقافة محددة."
في الحقيقة قد يعتقد البعض إن الحضارة هي مكون تاريخي (يوجد أو لا يوجد) داخل المجتمع, وهذا المكون يستثار فيزيد أثره, أو يخمد فينطفئ نوره.
ولدي وجهة نظر تختلف عن هذه الرؤية للحضارة, فالحضارة في الأصل تصنع أيها السادة, بل وتتغير, ويتأقلم المواطن المنتمي لهذه الحضارة لينصهر معها ويشكلها ليصف الناس نتاج صنعته بالحضارة, ولمزيد من التوضيح أشير إلي بعض المعلومات الخاصة بالحضارات.
مصر مهد الحضارات, عبارة نرددها ولا نتأملها...
تكون التاريخ المصري من سلسلة كبيرة من الحضارات الوافدة والأصيلة, إلا أنها جميعا كتبت بمداد الذهب في قلب التاريخ العالمي والإنساني, وفشلت حضارات كثيرة حيث نجحت في بيئة مصرية, وشكلت أنماطا للحياة ساعدت في مرور البلاد من أزمات ودخول البلاد في مرحلة تاريخية مشرقة.
فتعاطي المواطن مع اللحظة التاريخية هي شرارة انطلاق الحضارة, والمُحِث هنا هو صاحب السلطة...
ولكن كيف لصاحب السلطة توجيه الشعوب للحضارة, وتقويم سلوكياتهم, ودفعهم لاستحداث أنماط جديدة لحياتهم اليومية؟
إعلموا أيها السادة إن الحضارة هي تزاوج بين السلطة والعلم.
فإن أولت السلطة اهتماما بالعلم والعلماء, ارتفعت قيمة العلم والمعلم لدي الناس...
وعندما ترتفع قيمة العلم والمعلم لدي الناس, ترتقي سلوكيات الإنسان وأخلاقياته...
وعندما ترتقي سلوكيات الإنسان وأخلاقياته, يعم السلام الاجتماعي والوفاق الوطني...
وعندها يعمل الجميع علي قلب رجل واحد في بناء الوطن برؤية العلماء ودعم السلطة والشعب...
وترسخ الحضارة...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.