طموح المواطن من التعليم -3

الطبقة الثانية: الطموح الاجتماعي
يتنوع مفهوم الامن ويتسع ليشمل كافة مناحي الحياة المتعلقة بالاحتياجات الاساسية للانسان، فالمأكل والمشرب كنموذج للاحتياجات الاساسية مسبب رئيسي للاختلال الامني في حال نقصه....
والعملية التعليمية اليوم تلقي نقضا كبيرا في مركزين من مراكز الاهتمامات الانسانية، فجودة العملية التعليمية تؤثر في الحاجة للمعرفة، والتباين يؤثر سلبا علي التجانس الاجتماعي او ما يسمي الانتماء، وكلاهما – المعرفة والانتماء – هم من الاحتياجات الانسانية الاساسية.
فانعدام المعرفة بشكل يمثل ظاهرة يعني مزيدا من التخبط، بينما انعدام الانتماء والشعور بالامن يرفع من معدلات الجريمة، وكلاهما من الظواهر الاجتماعية التي باتت منتشرة وترتبط بشكل مباشر بالنقض الموجه للعملية التعليمية.
المخدرات والبطالة والفوضي الاجتماعية والتنظيمية التي يواجهها المجتمع، وانحسار قيمة الاخلاق علي سلوكيات الفرد وتقبل الاخر وغيرها من الظواهر التي لا يمكن ارجاءها الا لانحصار اثر التعليم علي الفرد وانحسار دور المعلم في طلابه.
فالمؤسسة التعليمية في مواجهة هذه الظواهر يقع علي كاهلها تاسيس المجتمع الذي ينتمي الفرد والاسرة اليه، كالعائلة والنادي والعمل الذي ينتمي اليه الفرد، يجب ان تعمل المؤسسة التعليمية علي تحقيق الانتماء للمدرسة، وبالتالي تزرع المؤسسة الانتماء للوطن وللقيم باتخاذها مكانة الانتماء منبرا لها.
كما يجب ان تعمل المنظومة التعليمية علي ابراز النماذج الجيدة وتصديرها للمجتمع، لجعل كافة المنتمين لها جزء من اجزاء المجتمع، ويعمل المجتمع علي حماية هذا الجزء حتي من اخطاءه، فيكفون عن السباب عند مرور طالب يرتدي زي المدرسة، لانهم وضعوا في مكانة ابناء الوطن ومستقبله.
فالانتماء هو قوة محركة للطالب والاسرة والمجتمع، ولا سبيل في هذه الحال ان نستخدم العقاب المادي كردع، لا سيما وله الكثير من الاثار السلبية علي شخصية الفرد والعلاقات الانسانية بين الناس، ولكن يكفي ان يكون الفرد في هذه المنظومة يشعر بالانتماء ليكون التجاهل والاقصاء سلاحا رادعا لتقويم السلوك.
ويكون الاب والابن نموذجا واقعيا لأثر الانتماء، فمجرد ابداء الاب حزنا تجاه سلوك ابنه يعمل الابن علي تقويم سلوكه، والانتماء الاسري هو المحرك الاساسي لهذا السلوك.
‫#‏الموحد‬

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.