أيام الثورة....


كنا نطوف لعرض طموح هذا الجيل في مستقبل الوطن لكل من نعتقد انه معني بمستقبله....
من المواطن العادي إلي المسؤل المبجل ....
ولم نكن وحدنا....
فمئات وآلاف من المصريين الشباب كانوا يطرحون رؤى طموحة لمستقبل هذا الوطن...
ولا يتميز مشروعنا الوطني عن مشروعاتهم إلا بحجم الطموح....
ولكني بعد فترة ليست طويلة, إكتشفنا ضيق أفق الشباب وخاصة فيما يتعلق بطرق تمويل المشروعات القومية المطروحة علي المائدة....
فكلهم بلا أي إستثناء كانوا يقدمون BOT كنظام تمويل مقترح, وعندها اثار ذلك الأمر غضبنا, لأن مشروع "إحنا مصر" المقترح كان الوحيد الذي يتطلع لتمويل ذاتي ووطني...
بينما أن الشباب لديهم الإستعداد لتأجير الدولة لمدة 25 سنة كمجمل مشروعاتهم....
وبالتالي - ولأن ذلك أمرا مرفوضا كليا- كنا نستشعر إننا ضمن دائرة مفرغة وموجهة للفشل سلفا....
وحتي النجاح في هذا الأمر لن يكون إلا تلوثا وخيانة لمقدرات المواطن العادي والذي هو حقيقة الوطن....
وعندها أثرنا هذا الموضوع علي أحد المسؤلين...
وكنا في غاية الغضب لتوجهات الشباب, وأستعدادهم للتخلي عن أراضي وثروات وطنية مقابل التمويل....
وعندما تأكد هذا المسؤل من نوايانا المخلصة قالها صراحة....
اليوم يريد الجميع التحدث, ولا أحد يريد أن يسمع
لن يقام أي مشروع وطني في هذه الفترة
أصابتنا صدمة كبيرة ولكننا جلسنا نتشاور في الأمر, وخرجنا بهذه النتائج....
1- لن نتوقف عن الدراسة لإتمام متطلبات المشروع الفنية.
2- سنعتبر فترات السكون التي يتسبب فيها الاختلاف السياسي فترات موجهة للبحث والتطوير.
3- لن نجعل التخبط في الساحة السياسية دافعا لليأس, فلو كان اليوم غير مناسب....
فبكل تأكيد الغد سيكون أفضل....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.