دقة الإختيار

بسم الله الرحمن الرحيم
وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين
صدق الله العظيم
إن قرار ملك مصر باختصاص نبي الله "يوسف" عليه السلام بالأمان والتمكين هو قرار مصيري لنجاة مصر في هذه الفترة ونجاة الملك من سيطرة عصبة الكهنة...
ولكن كيف استخلص الملك "يوسف" وخلص لحقيقته قبل استدعاءه ...؟!!!!

إن قدرة الملك علي المفاضلة بين الانصياع للكهنة بصفتهم الأعلم والأجدر كمسلمة من المسلمات, وبين الاستعانة بشريك حقيقي يعي حقيقة الصراع وأولويات المرحلة ولديه من الشجاعة ما يكفي لمواجهة الكهنة, هو قرار مفصلي في هذه الأحداث.
كما إن قدرة الملك علي تمييز شخصية "يوسف" بين جميع المصريين لتحديد الشخص الأنسب لهذه المرتبة هي مزية أخري من مزايا الملك في موقف تاريخي عصيب.
ولكن هناك عامل الإدراك والوعي والذي تحلي بها كل من الملك ونبي الله "يوسف" والتي مكنت الطرفين من إتمام الاتصال....
تعالوا نروي القصة من منظور جديد كليا .....
- صراع داخلي في قصر ملك مصر يتنازع فيه الملك بنفسه ووحيدا مع عصبة من الكهنة المسيطرين علي مقدرات الحكم....
- هناك مجموعة من الأزمات الاقتصادية والعقائدية التي يتخبط فيها المجتمع وتجعله معزولا تماما عن الواقع غير مدركا لقتامة الحاضر وظلمة المستقبل, وكانت أهم هذه الأزمات المستقبلية المظلمة هي الجفاف....
- السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو الاستعانة بوزير قادر علي توحيد الشعب, وخلق درع بين الملك والكهنة لتقليل السيطرة عن الملك, المشكلة إن هذا الوزير سيكون هو ذاته الدرع....
- لعل الأسطورة الشعبية والشائعات التي طالت نبي الله "يوسف" من محاولات الكهنة تجنيبه واتهامه وسجنه, جعلت منه الشخصية الأمثل للقيادة الشعبية, وتحويل الصراع لدي الكهنة علي هذا الشخص ....
مقالي هنا يتحدث عن الاختيار ....
 
في الواقع لدي وجهة نظر عن تفسير حلم الملك, والحل الذي قدمه نبي الله "يوسف" للخروج من الأزمة....
إلا أن هذه الرواية لها موضع أخر للحديث عنه.....
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.