لا للغزو الثقافي

لماذا نرفض عقلا تنميط الثقافات البشرية أو ما يسميه العرب بالغزو الثقافي ؟!!!
إن التنوع الثقافي البشري يشبه إلي حد كبير التنوع الطبيعي والإحيائي بل ويمثله, فإذا رفض البشر عقلا محو هذا التنوع الإحيائي فليس من الحكمة إطلاقا اختزال الثقافة البشرية في شكل وحيد من الثقافة ووصف هذا النمط بالثقافة المثلي وبقية الثقافات معيبة بالرجعية والتخلف....
إن الديمقراطية الحاكمة في عالمنا اليوم أولت عند نشأتها اهتماما كبيرا بالثقافة البشرية والتراث الإنساني, وهو ما ساعد تلك المنظومة في القيام أصلا, وللحفاظ علي وجود هذه المنظومة الديمقراطية علينا العمل جميعا علي نقض كافة الأفكار الداعية لتوحيد الثقافة البشرية لأغراض استهلاكية ونفعية.
لأن بقاء المنظومة الديمقراطية الحاكمة اليوم هو هدف بشري شامل لحفظ السلام العالمي, وقيم الديمقراطية التي تستوعب التباين والاختلاف هي القيمة الأصيلة للديمقراطية بمفهومها الشامل....
فالخطاب المنادي بالتغييرات الثقافية للتشبه بثقافات أخري هو نوعا من الخرق المتعمد للمنظومة العالمية اليوم, ويواجه الكثير من النقض علي المستوي الإنساني في بيئات عدة, ومحفز للخطر في نفوس الإنسان الذي يعتبر ثقافته هي نمط حياته وحلمه الخاص.
فلا يجوز عقلا إطعام الكلاب بالموز أو إطعام القردة العظام لأسباب اقتصادية وهي توحيد الغذاء الحيواني واستخدام الوفر الاقتصادي لتحقيق النفع ..... هذا كليا غير مفهوم وغير منطقي
كذلك المطالبات والدفع بالمجتمعات الإسلامية لقبول تغيرات أساسية في ثقافتها بدعاوي حرية الرأي والتعبير كثقافة وافدة هو نوع من الخرق المتعمد لمبادئ الديمقراطية وتنميط غير مبرر للثقافات, والتي تشكل تنوعا طبيعيا يجب علينا حمايته لتحقيق السلام العالمي ووحدة المصير, بديلا عن النظر بأفق ضيق لمكاسب اقتصادية لا تحقق إلا مصلحة طبقة وحيدة.
وكذلك مهاجمة (ثقافة - ثقافة أخري) وخاصة في وسائل الإعلام هو نوعا من الإرهاب الذي يجب علي العالم مواجهته بأقصى درجات الجدية حفاظا علي تقدم بشري حققه التعاون الدولي الإنساني في الحقبة الأخيرة....
عندما أتحدث عن الغزو الثقافي وتنميط المجتمعات لا أرفضه فقط علي العرب والمسلمين والثقافات الأصولية, ولكني أرفضه علي الثقافات بشكل عام, فهي رسالة تعني بالبشرية والسلام العالمي.
كيف لي أن أقبل تنميط المجتمعات الغربية بثقافتها العريقة وتاريخها الجميل بنمط أسيوي أو أفريقي, واصفا ذلك النمط بانه نمط راق, والنمط الأوروبي في الحياة نمط همجي استهلاكي غير متحضر ورجعي....
ما هذا الهراء ....؟!!!!
ولا أقبل تنميط المجتمعات الأسيوية وحضارتها الضاربة في التاريخ الإنساني نمطا عربيا أو إسلاميا يمحي هويتها وينزع من العالم ثقافة راقية وساحرة شعرا وأدبا وعلما....
بالطبع يمكن إدراك مدي رفضي لتنميط مجتمع عربي وإسلامي بأفكار يكون السباب فيها شكلا من أشكال الحرية والتعري مظهرا من مظاهر الحضارة والاستهلاكية أسلوب حياة....
إن صمت الإنسان علي عمليات تنميط المجتمعات الممنهج, قد يجعل العالم موحد الثقافة فاقدا ألوانه وبريقه....
وهو دلالة علي السلبية التي صنعتها الثقافة الوافدة علي الإنسان....
ثقافة الإستهلاك
ثقافة اللامبالاة
ثقافة التقليد
ويجب علينا جيمعا نحن البشر
إعادة البشر لطبيعتهم الخلاقة والمبتكرة والمتفردة والمنتجة, مع تعزيز مفاهيم الديمقراطية الحقيقية في قبول التنوع والإختلاف الفطري للحياة
هذا رأيي ورؤيتي
#الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.